فَكَانَ ذَلِك سَبَب الإنكار عَلَيْهِ من عُلَمَاء مَكَّة ونسبوه إِلَى الزندقة بِسَبَب عدم التَّقْلِيد والاعتراض على أسلافهم ثمَّ رفعوا الْأَمر إلى سُلْطَان الروم فَأرْسل بعض عُلَمَاء حَضرته لاختباره فَلم يرمنه إلا الْجَمِيل وسلك مسلكه وَأخذ عَنهُ بعض أهل داغستان ونقلوا بعض مؤلفاته
وَقد وصل بعض الْعلمَاء من تِلْكَ الْجِهَة إِلَى صنعاء وَكَانَ لَهُ معرفَة بأنواع من الْعلم فَلَقِيته بمدرسة الامام شرف الدَّين بِصَنْعَاء فَسَأَلته عَن سَبَب ارتحاله من دياره هَل هُوَ قَضَاء فَرِيضَة الْحَج فَقَالَ لى بِلِسَان فِي غَايَة الفصاحة والطلاقة انه لم يكن مستطيعاً وَإِنَّمَا خرج لطلب الْبَحْر الزخار للإمام المهدي أَحْمد بن يحيى لِأَن لديهم حَاشِيَة الْمنَار للمقبلي وَقد ولع بمباحثها أَعْيَان عُلَمَاء جهاتهم داغستان وهي خلف الروم بِشَهْر حَسْبَمَا أخبرنى بذلك قَالَ وفى حَال مطالعتهم واشتغالهم بِتِلْكَ الْحَاشِيَة يلتبس عَلَيْهِم بعض أبحاثها لكَونهَا معلقَة على الْكتاب الَّذِي هي حَاشِيَة لَهُ وَهُوَ الْبَحْر فتجرّد الْمَذْكُور لطلب نُسْخَة الْبَحْر وَوصل إِلَى مَكَّة فَسَأَلَ عَنهُ فَلم يظفر بِخَبَرِهِ عِنْد أحد فلقي هُنَالك السَّيِّد الْعَلامَة إبراهيم بن مُحَمَّد بن إسماعيل الْأَمِير فَعرفهُ أَن كتاب الْبَحْر مَوْجُود في صنعاء عِنْد كثير من علمائها قَالَ فوصلت إلى هُنَا لذَلِك ورايته في الْيَوْم الثاني وَهُوَ مكب في الْمدرسَة على نُسْخَة من الْبَحْر يطالعها مطالعة من لَهُ كَمَال رَغْبَة وَقد سر بذلك غَايَة السرُور وَمَا رَأَيْت مثله في حسن التَّعْبِير وَاسْتِعْمَال خَالص اللُّغَة وتحاشي اللحن في مخاطبته وَحسن النغمة عِنْد الْكَلَام فإني أدْركْت لسَمَاع كَلَامه من الطَّرب والنشاط مَا علاني مَعَه قشعريرة وَلكنه رَحمَه الله مَاتَ