سبعين سنة وَكَانَ طلبة الْعلم في عصره يتنافسون في الأخذ عَنهُ وَهُوَ يمتحنهم بالأسئلة فاذا رأى من اُحْدُ فطنة مَال إِلَيْهِ وعظمه ونوّه بِذكرِهِ وَله مؤلف في النَّحْو سَمَّاهُ نزهة الطرف في الْجَار وَالْمَجْرُور والظرف جمع فِيهِ فَوَائِد نفيسة وَشَرحه شَيخنَا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الْقَادِر بن احْمَد بشرح حافل وَله رِسَالَة في الصَّحَابَة سلك فِيهَا مَسْلَك التنزية لَهُم على مافيها من تطفيف لما يستحقونه وَمَعَ ذَلِك اعْترض عَلَيْهَا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الله ابْن على الْوَزير باعتراض سَمَّاهُ ارسال الذؤابة بَين جنبى مسئلة الصَّحَابَة وَحَاصِل مَا فِي هَذَا الِاعْتِرَاض هدم مَا بناه السَّيِّد صَلَاح من التنزيه للصحابة عَن السب والثلب فإنا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَكَانَ بَين هذَيْن السيدين مُنَافَسَة عَظِيمَة ومناقضة ظَاهِرَة ومازال الأقران هَكَذَا وَلَكِن إذا بلغت المنافسة إلى حد الْحَط على خير الْقُرُون فابعدها الله وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة نظم فائق فَمن ذَلِك القصيدة الطَّوِيلَة الَّتِى ذكر فِيهَا عُلُوم الِاجْتِهَاد مَا يرجحه في الْمِقْدَار الْمُعْتَبر مِنْهَا وتزييف قَول من قَالَ إن علم الْمنطق من جملَة عُلُوم الِاجْتِهَاد وَلَعَلَّه يُشِير إلى السَّيِّد عبد الله الْوَزير الْمَذْكُور فانه كَانَ مشتغلالا بِهَذَا الْفَنّ ومطلع القصيدة
(بتحميدك اللَّهُمَّ فِي البدأ أنطق ... وإن لم يقم مني بحَمْدك منطق)
وَلم يزل مستمرا على حَاله الْجَمِيل في نشر الْعلم وَعمارَة معالم الْعَمَل وإشادة ربوع الزّهْد حَتَّى توفاه الله فِي سنة ١١٤٢ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَألف فِي يَوْم الأربعاء سَابِع وَعشْرين من رَجَب من هَذِه السنة وازدحم النَّاس على جنَازَته وغلقت الأسواق وأرّخ مَوته الأديب احْمَد الرقيحي فَقَالَ