وَعشْرين وسِتمِائَة وتلى بالسبع على أَبى الْحسن الساوي وَسمع مِنْهُ وَمن إسحاق بن إبراهيم الطوسي بِفَتْح الطَّاء وإبراهيم بن مُحَمَّد بن الْكَمَال والمؤرخ أَحْمد يُوسُف وأبي الْوَلِيد إسماعيل بن يحيى الأزدي وأبي الْحُسَيْن بن السراج وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خَلِيل السلوي وَغَيرهم وَجمع وصنّف وَحدث بالكثير وَبِه تخرّج الْعَلامَة أَبُو حَيَّان وَصَارَ عَلامَة عصره فِي الحَدِيث وَالْقِرَاءَة وَله ذيل على تَارِيخ ابْن بشكوال وَجمع كتاباً في التَّفْسِير سَمَّاهُ ملاك التَّأْوِيل وَقَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ يحرر اللُّغَة وَكَانَ أفْصح عَالم رَأَيْته وتفقه عَلَيْهِ خلق وَقَالَ غَيره إنه انفرد بالإفادة وَنشر الْعلم وَحفظ الحَدِيث وتمييز صَحِيحه من سقيمه وصنّف تَارِيخ عُلَمَاء الأندلس وَله كتاب الإعلام فِيمَن ختم بِهِ الْقطر الأندلسي من الْأَعْلَام وَمَا زَالَ على حَاله الْجَمِيل الى أَن توفى سنة ٧٠٨ ثَمَان وَسَبْعمائة في ثاني عشر شهر ربيع الأول مِنْهَا وَمن مناقبه أَن الفازاري السَّاحر أدعى النُّبُوَّة فَقَامَ عَلَيْهِ فاستظهر عَلَيْهِ بتقربه الى أميرها بِالسحرِ وأوذى أَبُو جَعْفَر فتحول الى غرناطه فاتفق قدوم الفازاري رَسُولا من أمير مالقة فَاجْتمع أَبُو جَعْفَر بِصَاحِب غرناطه وَوصف لَهُ حَال الفازارى فأذن لَهُ إذا انْصَرف بِجَوَاب رسَالَته أَن يخرج إليه بِبَعْض أهل الْبَلَد ويطالبه من نَائِب الشَّرْع فَفعل فَثَبت عَلَيْهِ الْحَد وَحكم بقتْله فَضرب بِالسَّيْفِ فَلم يُؤثر فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر جرّدوه فجردوه فوجدوا جسده مَكْتُوبًا فَغسل ثمَّ وجد تَحت لِسَانه حجراً لطيفاً فَنَزَعَهُ فَعمل فِيهِ السَّيْف فَقتله قَالَ بعض من تَرْجمهُ كَانَ ثِقَة قَائِما بِالْمَعْرُوفِ والنهي عَن الْمُنكر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute