فَهُوَ فِيهَا أحد أَعْيَان الْعَصْر المجيدين وولاه خَليفَة الْعَصْر حفظه الله الْقَضَاء فِي بعض الْبِلَاد اليمنية ثمَّ نَقله إِلَى بِلَاد حجَّة وولاه قَضَاء تِلْكَ الْجِهَات وَمَا والاها وباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة وصيانة وَحُرْمَة ومهابة وصرامة بِحَيْثُ صَار أمره فِيهَا أنفذ من أَمر الْعمَّال وَقد يَغْزُو بعض المبطلين اَوْ الْمُخَالفين للشَّرْع بِجَمَاعَة مَعَه وَيقدم إقداماً يدل على شجاعة ويسلك مسالك يَقُودهُ اليها حسن التَّدْبِير فبمجموع هَذِه الأوصاف صَار لَا يسد غَيره مسده وَلَا يقوم مقَامه سواهُ مَعَ أَن هَذِه الْولَايَة هي دون جليل قدره وَلَكِن مثل تِلْكَ الْجِهَات مَعَ شرارة أَهلهَا وتعجر فهم وَقُوَّة صولتهم لَا ينفذ الأحكام الشَّرْعِيَّة فيهم الامثلة وَمَعَ هَذَا فَهُوَ عاكف على مطالعة الْعُلُوم على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا مُسْتَغْرق غَالب ساعاته فِي ذَلِك كثير المذاكرة والمباحثة فِي الْمسَائِل الدقيقة مغرم بنظم الْأَشْعَار الفائقة الْجَارِيَة على نمط الْعَرَب المحبرة بخالص اللُّغَة وغريبها وَله من النثر البليغ مايفوق الْوَصْف وَقد اجتمعت بِهِ فَرَأَيْت من حسن محاضرته وَطيب منادمته وَقُوَّة ذهنه وَسُرْعَة فهمه مَا يقصر عَنهُ الْوَصْف وَقد كتب الى رِسَالَة مُشْتَمِلَة على عشرَة أسئلة أجبْت عَلَيْهَا برسالة سميتها طيب النشر فِي جَوَاب الْمسَائِل الْعشْر وهى مَوْجُودَة فِي مَجْمُوع رسايلى وَكتب إليّ هَذِه القصيدة الطنانة بعد أَن قدم بَين يَديهَا هَذَا النثر الْفَائِق وَلَفظه من عبد الرَّحْمَن ابْن يحيى غفر الله لَهما إِلَى الْمولى الْمَنْسُوب إلى كل علم نِسْبَة مُؤثرَة فِي الْعين عَن ملكة قَوِيَّة الْبَنَّا على عناية وعنا الْمَوْضُوع بأول الأولى من طَبَقَات أَهله لَا تَقْتَضِيه المعاجيم بل بأحقية التَّقْدِيم الْمسلمَة إليه من كل عَظِيم الْمَوْصُوف بِهِ على أفعل التَّفْضِيل وصيغ التكثير التَّامَّة وتأنيث
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute