ثمَّ قَرَأَ فقه الْحَنَفِيَّة وَتَوَلَّى الْقَضَاء للأروام بِصَنْعَاء وَكَانَ يقْضى بمذهبهم ويفتيهم بلسانهم ويفتي أهل فَارس باللغة الفارسية وَالْعرب باللغة الْعَرَبيَّة مَعَ تبحر في علم الْمَعْقُول وَشَيْخه في فقه مذهبَة السَّيِّد الْمُفْتى الزيدي ثمَّ أنه اخْتَلَط بِآخِرهِ لدقة فكره واشتغال ذهنه وَكَانَ يذكر أَنه المهدي المنتظر وَتارَة يَقُول هُوَ الدَّابَّة الَّتِى تكلم النَّاس وَله أشعار فائقة ثمَّ دخل مَكَّة وَتوفى بهَا في أَفْرَاد الْخمسين بعد الألف
٢٤٩ - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشافعي
ولد سنة ٩٧٢ اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وبرع في جَمِيع الْفُنُون وفَاق وَله مصنفات مِنْهَا شرح الدريدية الْمُسَمّى بِالْآيَاتِ الْمَقْصُورَة على الابيات الْمَقْصُورَة وَحسن السريرة فى حسن السِّيرَة وَله بديعية وَشَرحهَا وسماها عليّ الْحجَّة بِتَأْخِير أَبى بكر ابْن حجَّة وَله نشاءات السلافة بمنشآت الْخلَافَة وَشرح قِطْعَة من ديوَان المتنبي وَله عدَّة رسائل وَكَانَ شرِيف مَكَّة حسن ابْن أبي نميّ يُكرمهُ إكراماً عَظِيما وَلِهَذَا كَانَ أَكثر مصنفاته باسمه وَمن لطيف مَا وَقع لَهُ أَنه لما صنّف شرح الدريدية الْمُتَقَدّم ذكره باسم الشريف الْمَذْكُور وَوصل بِهِ اليه كَانَ ذكر لَهُ أَنه أنشأ بَيْتَيْنِ فيهمَا تَارِيخ تَمام تأليفه على لِسَان الْكتاب وهما
(أرخني مؤلفي ... بِبَيْت شعر مَا ذهب)
(أَحْمد جود ماجد ... أجازني ألف ذهب)
فَتَبَسَّمَ الشريف وَوضع الْكتاب في حجره وَوضع يَده على رأسه وَقَالَ على الرَّأْس وَالْعين وَالله إن ذَلِك نزر يسير في مُقَابلَته وإني أَحْمد الله الَّذِي أوجد مثلك فِي زمني واتفقت لَهُ محنة كَانَت سَبَب مَوته وَذَلِكَ أَنه