سفك الدِّمَاء وهتك الْحرم ووصلوا أَولا إلى حِدة النزهة الَّتِى قريب صنعاء واستقروا أَيَّامًا فَخرج اليه الْخَلِيفَة حفظه الله وَتَقَدَّمت ظائفة من جُنُوده فيهم وَلَده مَوْلَانَا صفي الإسلام احْمَد بن الإمام حمى الله وَوَقعت حروب شَدِيدَة انجلت عَن قتل الفقيه عبد الله بن احْمَد النهمي وَكَانَ اُحْدُ الوزراء وَعَن قتل الْأَمِير ناجي وَجَمَاعَة من الْجند وَظَهَرت من مَوْلَانَا الصفي شجاعة وبراعة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ عزم ذَلِك الْجَيْش وَفِيهِمْ صَاحب التَّرْجَمَة إلى الْيمن الْأَسْفَل وَجرى الصُّلْح مَا بَينه وَبَين الْخَلِيفَة حفظه الله على يَد الْوَزير الْحسن بن علي حَنش الْمُتَقَدّم ذكره فوصل صَاحب التَّرْجَمَة إلى صنعاء وَاسْتقر ببيته موسعاً عَلَيْهِ بِجَمِيعِ مَا يحْتَاج اليه وإما تَوْلِيَة أُمُور آل اسحق فقد صَارَت إلى عَمه الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إسحاق وَاسْتمرّ على ذَلِك أَيَّامًا يفد إليه الْعلمَاء والفضلاء ويطارح الأدباء واستأذن بِأَن يسكن في الرَّوْضَة فَأذن لَهُ ثمَّ بعد ذَلِك جرت أُمُور الله اعْلَم بِصِحَّتِهَا فأودعه الْخَلِيفَة حفظه الله السجْن وَهُوَ إلى حَالَة تَحْرِير هَذِه الأحرف شهر شَوَّال سنة ١٢١٣ بَاقٍ كَذَلِك فرج الله عَنهُ وَله من حسن الْخلق ولطف الطَّبْع وكرم الشيم والمحبة لأهل الْعلم وَالْفضل وفصاحة اللِّسَان وَقُوَّة الْحِفْظ وَسُرْعَة الادراك مَالا يعبر عَنهُ بِوَصْف ثمَّ أطلق وَتوفى في سنة ١٢٢٠ عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَألف
٢٠٨ - السَّيِّد علي بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن مَعْصُوم