(فَكلما ناحت بِهِ حمامة ... روى حَدِيث دمعه عَن عِكْرِمَة)
وَفِي هَذَا من اللطافة مَالا يخفى لَان عِكْرِمَة من أَسمَاء الْحَمَامَة وَهُوَ شَاعِر مجيد مبدع وَقد ذكر جمَاعَة من متأخرى الادباء أَن ابْن نَبَاته كَانَ يتطفل على مَعَانِيه الرائقة وَقد أورد ابْن حجَّة فِي كشف اللثام عَن التورية والاستخدام جملَة مِمَّا وَقع فِيهِ ذَلِك قَالَ الذهبي كَانَ يخل بِالصَّلَاةِ ويرمي بعظائم وَكَانَت الحماسة من بعض محفوظاته حملني الشره على السماع من مثله وَقَالَ ابْن رَافع سمع مِنْهُ الْحَافِظ المزي وَغَيره وَكَانَ قد سمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الأصول وَمهر فِي الأدب وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَ يكْتب للوزير ابْن ودَاعَة ويلازمه وإنما قيل لَهُ الوادعي نِسْبَة إليه وَكَانَ يُبَاشر مشيخة دَار الحَدِيث النفيسة إلى أَن مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة ٧١٦ سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة
٢٤٧ - عليّ بن هادي عرهب
الصنعاني المولد وَالدَّار والمنشأ أحد عُلَمَاء الْعَصْر الْمَشَاهِير ولد سنة ١١٦٤ ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَألف وَقَرَأَ على جمَاعَة من الْعلمَاء كالقاضي الْعَلامَة أَحْمد بن صَالح بن أَبى الرِّجَال وعَلى وَالِده وعَلى السَّيِّد الْعَلامَة شرف الدَّين بن إسماعيل بن مُحَمَّد بن إسحاق وعَلى جمَاعَة آخرين وبرع فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والأصول والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَأخذ عَنهُ أهل الْعلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي أَوَائِل أَيَّام الطلب فِي شرح التَّلْخِيص الصغيير للتفتازاني وَفِي حَوَاشِيه فاستمرت الْقِرَاءَة إلى بعض الْمُقدمَة ثمَّ انْقَطَعت لِكَثْرَة عرُوض الأعذار من جِهَته فأتممته على شَيخنَا الْعَلامَة الْقَاسِم بن يحيى الخلانى رَحمَه الله وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة فِي قُوَّة الْفَهم