يجلس عَلَيْهِ إلى أَن تضرب الْخَيْمَة وإذا أَرَادَ الْجُلُوس على الْبسَاط يخرج وَاحِد من غلمانه الْخُف عَن رجلَيْهِ وَعند ذَلِك يسْتَند الى شخص معِين وَكَانَت تِلْكَ عَادَته فاتفق فِي بعض الْأَيَّام أَنه لم يحضر ذَلِك الرجل فاستند إليّ وَهَذَا أعظم لَذَّة وَجدتهَا فِي صُحْبَة السلاطين وَحكى عَنهُ بعض تلامذته أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي المطول فَكَانُوا يقرأون عَلَيْهِ كل يَوْم مِقْدَار سطر أَو سطرين من ضحوة النَّهَار إلى وَقت الْعَصْر وَلما مَضَت على ذَلِك سِتَّة أشهر قَالَ إنّ الذي قرأتموه عليّ إلى الْآن يُقَال لَهُ قِرَاءَة كتاب وَبعد هَذَا اقرأوا قِرَاءَة الْفَنّ فقرأنا بعد ذَلِك كل يَوْم ورقتين وأتممنا بَقِيَّة الْكتاب فِي سِتَّة أشهر وَاسْتمرّ يُفِيد الطّلبَة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ٩٠٣ ثَلَاث وَتِسْعمِائَة
٢٥٣ - عمر بن إسحاق بن أَحْمد الغزنوي الْعَلامَة الحنفي سراج الدَّين الهندي صَاحب التصانيف
قدم الْقَاهِرَة قبل الأربعين وَسَبْعمائة وَسمع من بعض أَصْحَاب النجيب وَكَانَ عَلامَة فِي الأصول والمنطق وَالْفُرُوع تخرج فِي ذَلِك بالشمس الأصبهاني وَابْن التركماني وَمن مصنفاته شرح المغني وأصول الْفِقْه وَشرح البديع لِابْنِ الساعاتي وَشرح الْهِدَايَة وَهُوَ مطول لم يكمل وَكَانَ دمث الأخلاق طلق الْعبارَة ولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولى الْقَضَاء اسْتِقْلَالا فِي شعْبَان سنة ٧٦٩ وَمَات رَابِع شهر رَجَب سنة ٧٧٣ ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة