(أعن العذول يُطيق يكتم مابه ... والجفن يغرق فِي خليج سحابه)
(جَازَت ركايبه الْحمى فتعلقت ... أحشاؤه بشعابه وهضابه)
(نفد الزَّمَان وَمَا نفدن مسائلي ... في الْحبّ والتنفير عَن أربابه)
(فركضت في ميدانه وكرعت من ... غدرانه وركعت في محرابه)
(وَسَأَلت عَن تَحْقِيقه وبحثت عَن ... تَدْقِيقه وكشفت عَن أَسبَابه)
(فَوجدت أَخْبَار الغرام كواذباً ... فِي أَكثر الفتيان من طلابه)
(فيميت من شهواته لِحَيَاتِهِ ... وَيرد فضل ذَهَابه لإيابه)
(ولقلّ مَا يلقى امْرَءًا متصوفاً ... ينحو طَرِيق الْحبّ من أبوابه)
(يجد الْخَطِيئَة كالقذاة لعَينه ... فَرمى بهَا في الدمع عَن تسكابه)
(أَخذ الطَّرِيقَة بِالْحَقِيقَةِ سالكاً ... نهج النبيّ قد اقْتدى بصوابه)
(تمضي بِهِ اللحظات وَهُوَ محاسب ... للنَّفس قبل وُقُوفه لحسابه)
(هذي الطَّرِيقَة للمريد مبلغ ... مخ التصوّف وَهِي لبّ لبابه)
(وَجَمَاعَة رقصوا على أوتارهم ... يتجاذبون الْخمر عَن أكوابه)
(يتواجدون لكلّ أحوى أحور ... يتعلّلون من الْهوى برضابه)
(الوحدة جعلُوا المثاني مونساً ... واللّحن عِنْد الذكر من إعرابه)
(أَصْحَاب أَحْوَال تعدّوا طورهم ... فتنكروا فِي الْحَال عَن أحزابه)
(زجروا مطاياهم إِلَيْهِ وَإِنَّمَا ... نكص الغرام بهم على أعقابه)
(دعواك معرفَة الْعُيُون سفاهة ... وَالشَّرْع قَاض والنهي بكذابه)
(فَمن الْمحَال ترى المهامه تنطوي ... لمشعبذ من دون وخد ركابه)
(وخرافة بشر يرى متشكلاً ... مُتَمَكنًا من لبس غير إهابه)
(رجحت نهاي فَلَا اصدق مَا سوى ... رسل المليك وترجمان كِتَابه)