(متزهداً فِيمَا يَزُول مزايلاً ... إدراك مَا يبْقى عَظِيم ثَوَابه)
(جعل الشعار لَهُ محبَّة ربّه ... وثنى عنان الْحبّ عَن أحبابه)
(أكْرم بِهَذَا الصِّنْف من سكانه ... أحبب بِهَذَا الْجِنْس من أحزابه)
(فهم الَّذين أَصَابُوا الْغَرَض الذي ... هُوَ لامرا فِي الدَّين لبّ لبابه)
(وَلكم مَشى هذي الطَّرِيقَة صَاحب ... لمُحَمد فَمَشَوْا على أعقابه)
(فِيهَا الغفاري قد أَنَاخَ مَطِيَّة ... وَمَشى بهَا القرني بسبق ركابه)
(وَبهَا فُضَيْل والجنيد تجاذبا ... كأس الْهوى وتعلّلا برضابه)
(وكذاك بشر وَابْن أدهم أَسْرعَا ... مشياً بِهِ والكينعي مَشى بِهِ)
(أمّا الَّذين غدوا على أوتارهم ... يتجاذبون الْخمر في أكوابه)
(ولوحدة جعلُوا المثاني مونساً ... واللّحن عِنْد الذكر من إعرابه)
(ويرون حقّ الْغَيْر غير محرّم ... بل يَزْعمُونَ بِأَنَّهُم أولى بِهِ)
(فهم الَّذين تلاعبوا بَين الورى ... بِالدّينِ وانتدبوا لقصد خرابه)
(قد نهج الحلاج طرق ضلالهم ... وكذاك محيي الدَّين لاحيا بِهِ)
(وكذاك فارضهم بتائياته ... فرض الضلال عَلَيْهِم ودعا بِهِ)
(وَكَذَا ابْن سبعين المهين فقد عدا ... متطورا فى جَهله ولعابه)
(رام النبؤة لالعا لعثوره ... روم الذُّبَاب مصيره كعقابه)
(وَكَذَلِكَ الجيلي أجال جَوَاده ... فِي ذَلِك الميدان ثمَّ سعى بِهِ)
(إنسانه إِنْسَان عين الْكفْر لَا ... يرتاب فِيهِ سابح بعبابه)
(والتلمسانى قَالَ قد حلت لَهُ ... كلّ الْفروج فَخذ بذا وَكفى بِهِ)
(نهقوا بوحدتهم على روس الملا ... وَمن الْمقَال أَتَوا بِعَين كَذَا بِهِ)
(إن صَحَّ مَا نقل الْأَئِمَّة عَنْهُم ... فالكفر ضَرْبَة لازب لصحابه)