جليلة نبيلة مِنْهَا في الحَدِيث كتاب الِاعْتِصَام جمع فِيهِ بَين كتب أَئِمَّة الْآل وَكتب الْمُحدثين من الْأُمَّهَات وَغَيرهَا وَرجح فى كل مسئلة مَا يَقْتَضِيهِ وَلكنهَا اخترمته الْمنية قبل تَمَامه فَإِنَّهُ لم يبلغ إِلَّا إِلَى كتاب الصيام وَكَانَ ذَلِك الْمِقْدَار في مُجَلد ضخم وَمِنْهَا فِي أصُول الدَّين الأساس في مُجَلد وَقد شَرحه جمَاعَة وَاعْتَرضهُ الكردي صَاحب الْحَرَمَيْنِ بِكِتَاب سَمَّاهُ النبراس وَأجَاب عَلَيْهِ العبدي بِكِتَاب سَمَّاهُ الاحتراس كَمَا تقدم في تَرْجَمته وَكَذَلِكَ أجَاب عَلَيْهِ السَّيِّد زيد بن مُحَمَّد بِكِتَاب وَلم يكمل حَسْبَمَا تقدم في تَرْجَمته وَله كتاب الإرشاد في كراريس ذكر فِيهِ فصولاً مفيدة نفيسة جَيِّدَة وَله رسائل ومسائل مَشْهُورَة مَعْرُوفَة وَلما فاق في الْعُلُوم وحقق منطوقها وَالْمَفْهُوم وَكَانَت الْيمن إِذْ ذَاك تشتعل من الدولة التركية اشتعالا لما جبلوا عَلَيْهِ من الْجور وَالْفساد الذي لَا تحتمله طباع أهل هَذِه الْبِلَاد دَعَا هَذَا الإِمَام النَّاس إِلَى مبايعته وَكَانَ ذَلِك في شهر محرم سنة ١٠٠٦ سِتّ وَألف في جبل قارة بِالْقَافِ وَالرَّاء الْمُهْملَة فَلَمَّا ظَهرت دَعوته اشْتَدَّ طلب الأتراك لَهُ في كل مَكَان فَصَارَ يتنقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَالْحَاصِل أَنَّهَا جرت لَهُ خطوب وحروب وكروب قد اشْتَمَل عَلَيْهَا كتاب سيرته وَكَانَ تَارَة ينتصر فَيفتح بعض الْبِلَاد اليمنية وَتارَة تتكاثر عَلَيْهِ جيوش الأتراك