للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعلم بِحَقِيقَة الْحَال كَمَا قدمنَا لَك في صدر هَذِه التَّرْجَمَة من عنايته بِالطَّلَبِ وَحسن فهمه وَصَارَ ذَلِك مِنْهُ سَببا للاستهزاء بِهِ والتضاحك مِنْهُ وَهُوَ مصمم على ذَلِك كَقَوْلِه ان المشمس نجس يغسل مِنْهُ مَا وَقع فِي الثَّوْب وَالْبدن وخرافات كَثِيرَة يطول بسطها وَكنت أنصحه فَلَا ينتصح وَرُبمَا يخْطر ببالي أَنه قد أُصِيب في عقله ولكني أنظر إِلَى شدَّة مكره وعظيم سعاياته في النَّاس ومحبة إنزاله للمكروه بالمحسنين إِلَيْهِ على مسالك دقيقة لَا يهتدي إِلَيْهَا إلا من عظم فكره وخبث خداعه مَعَ مكالبته على أَمْوَال الْوَصَايَا والأوقاف واحتجانه لما ظفر بِهِ مِنْهَا على أَي صفة كَانَ فَأَقُول لَيْسَ هَذَا صَنِيع من في عقله خلل بل صَنِيع من يحب أَن يتحدث النَّاس عَنهُ وَلَو مَا فِيهِ عَلَيْهِ مزِيد شناعة دع عَنْك هَذَا فالشأن كل الشَّأْن أَن الرجل صَار يتَكَلَّم فِي مَوَاقِف الإِمَام بمسائل فِيهَا الترخيص فِيمَا حرمه الله تحببا وتقربا بِحَيْثُ إن السَّامع إِذا سَمعه اقشعر جلده وَكَانَ يتَجَنَّب ذَلِك في حضوري كثيرا ويفعله إِذا غبت وَبِالْجُمْلَةِ فقد انمحى عَنهُ نور الْعلم وَلم يبْق عَلَيْهِ شئ من بهجته وَصَارَ يتَّصل بالظلمة من الوزراء وَيحسن لَهُم مَا هم فِيهِ وهم يحاسنونه لعلمهم بِمَا هُوَ فِيهِ من التَّجَسُّس للْأَخْبَار ورفعها إِلَى الإِمَام

ثمَّ لما مَاتَ الإِمَام المتَوَكل رَحمَه الله اتَّصل بولده مَوْلَانَا الإِمَام المهدي وَلَكِن دون اتِّصَاله بِأَبِيهِ فَصَارَ يتَّصل بِمن هُوَ مَشْهُور بِالشَّرِّ من وزرائه فيمشي مَعَهم على طَرِيقَته ترخيصا وترويجا مَعَ عدم احتفالهم بِهِ واحتقارهم لَهُ لكنه إِذا جَاءَ بِمَا يُطَابق مَا هم فِيهِ من الظُّلم والنهب للأموال قَالُوا للْإِمَام وَغَيره قَالَ سيدنَا فلَان كَذَا فيجعلون ذَلِك ذَرِيعَة لما هُوَ فِي التَّحْرِيم من قطعيات الشَّرِيعَة

وَمن فواقره أَنه فِي مواقفه يكثر الثَّنَاء على الْحجَّاج

<<  <  ج: ص:  >  >>