فِي أَرض الْيمن وكل هَذَا من أعظم المشعرات بمزيد جَهله وَكَانَ أَصْحَابه إِذا توجهوا إِلَى حصن من الْحُصُون فتحوه فِي أسْرع وَقت وَإِن كَانَ من غَايَة الحصانة لأَنهم يرمونهم فَلَا يُؤثر ذَلِك ويضربونهم بِالسِّلَاحِ فَلَا يُؤثر ذَلِك فَإِذا لم يستسلموا ويفتحوا لَهُم الْأَبْوَاب تسوروا من الجدارات ودخلوا فاتفق فِي فتحهم لحصن ثلا إن أمْرَأَة أرْسلت على أحدهم حجرا فهشمته فَلَمَّا رَأَوْا أهل الْمحل ذَلِك أخذُوا الْأَحْجَار ورموهم بهَا فشدخوهم وَقتلُوا جمَاعَة مِنْهُم وَلم يزل صَاحب التَّرْجَمَة يُجهز جَيْشًا بعد جَيش حَتَّى جهز فِي آخر الْأَمر أَوْلَاده فِي جَيش ضخم فَكَانَ الْفَتْح وتقهقر امْر هَذَا الناجم وتفرق أَصْحَابه بعد أَن فعلوا الأفاعيل وهزموا الجيوش وفتحوا الْحُصُون ثمَّ نجا بِنَفسِهِ إِلَى جِهَات صعدة وَشرع فِي إفساد أَهلهَا وكادت الْفِتْنَة أن تعود فتلطف أَمِير صعدة إذ ذَاك وَهُوَ السَّيِّد علي بن أَحْمد بن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد حَتَّى وصل إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَن سَبَب سفكه للدماء ونهبه للأموال وتحليله للمحرمات فَأَجَابَهُ بِمثل مَا أعتذر بِهِ سَابِقًا مِمَّا يُؤذن بإفراط جَهله فسجنه ثمَّ ضرب عُنُقه وَأرْسل إِلَى صَاحب التَّرْجَمَة يُخبرهُ بذلك
وَقد اتفق مثل هَذِه الْفِتْنَة فِي أَوَائِل أَيَّام الإِمَام الْمهْدي الْعَبَّاس ابْن الْحُسَيْن وَالِد مَوْلَانَا خَليفَة الْعَصْر الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه حفظه الله وَذَلِكَ أن رجلا من السودَان يُقَال لَهُ أَبُو عَلامَة ظهر من الْمحل الذي ظهر مِنْهُ المحطوري وَهُوَ بِلَاد الشرق وَصَارَ لَهُ اتِّبَاع كثير مجاذيب لَا يعْمل فيهم سلَاح وَلَا رصاص وَاجْتمعَ مِنْهُم ألوف مؤلفة وفتحوا غَالب حصون بِلَاد حاشد وبكيل ثمَّ بعد ذَلِك استفتحوا مَوَاضِع من الْبِلَاد الإمامية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute