للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهمدانية اتَّصل بمولانا الإِمَام خَليفَة الْعَصْر الْمَنْصُور بِاللَّه قبل أَن يلي الْخلَافَة وجالسه وَتردد إِلَيْهِ فَلَمَّا ولي الْخلَافَة قربه ثمَّ جعله اُحْدُ وزرائه فِي سنة ١١٩٤ أَو فِي الَّتِى بعْدهَا وَاسْتمرّ وزيره إِلَيْهِ بعض الْبِلَاد الأمامية والأجناد من حاشد وبكيل وَغَيرهم وَهُوَ إنسان كَامِل كثير المطالعة عَارِف بالأدب حسن الْخط وَاسْتمرّ قايما بوظيفة الوزارة حَتَّى نكبه مَوْلَانَا الإِمَام فِي شهر شعْبَان سنة ١٢١١ واستأصل غَالب أملاكه وَلزِمَ بَيته إِلَى حَال تَحْرِير هَذِه الأحرف وَلم يتَرَدَّد إِلَى الأكابر كَمَا يَفْعَله كثير من أَرْبَاب الدولة بعد زَوَال دولتهم بل لَا يُوجد فِي غير بَيته وَله نظم فَمِنْهُ مَا كتبه إِلَى فِي أَيَّام وزارته وَهُوَ

(حجَّة الْعَصْر أبلغ النَّاس بِالْإِجْمَاع ... مِنْهُم معارفا وخطابه)

(خير من شرف الْإِلَه معاليه ... وزكى بَين الورى أنسابه)

(رجل اِدَّرَكَ الْكَمَال كَمَا ... أدْرك فِي الِاجْتِهَاد حَقًا نصابه)

وَكتب مَعَ هَذِه الأبيات أبياتا أُخْرَى وهي

(شغفت بِهِ لما تيقنت فَضله ... وفى حبه بِالرّقِّ أصحبت سيدا)

(فيا ماجدا أربى على الطود مجده ... فَأصْبح للوفاد كهفا ومقصدا)

(مُحَرر أَحْكَام القضايا وَمن غَدا ... لما حازه بِالِاجْتِهَادِ مُقَلدًا)

(مُحَمَّد الْبر التقي أَخُو الْعلَا ... غَدا سالما من كل شين مسودا)

فأجبت عَن الأبيات الأولى وَالْأُخْرَى بِهَذِهِ الأبيات

(وَاحِد الْعَصْر فِي الكمالات ... والآداب من فاق سؤددا ونجابه)

(الرئيس النفيس والفارس السباق ... والخضرم الشهي خطابه)

(يَا قريع الأوان يَا فايق الأقران ... حلما وَحِكْمَة ومهابه)

<<  <  ج: ص:  >  >>