(زُهَيْر حِين مر بِجمع قوم ... بهم هرم فَقَالَ عموا صباحا)
فِيهِ تلميح إِلَى الْقِصَّة الْمَشْهُورَة وهي أن زُهَيْر بن أبي سلمى كَانَ يمدح هرم بن سِنَان وَكَانَ قد حلف هرم أن لَا يمدحه زُهَيْر أَو يسلم عَلَيْهِ إِلَّا أعطاه وَلما كثر مِنْهُ ذَلِك احتشم زُهَيْر مِنْهُ وخجل من كَثْرَة عطائه فَكَانَ إِذا لقِيه لَا يسلم عَلَيْهِ وَإِذا مر بِقوم هُوَ فيهم حياهم بِتَحِيَّة الْعَرَب واستثناه فَيَقُول عموا صباحا عدا هرما وخيركم تركت
وَلما رأى صَاحب التَّرْجَمَة شخصا يعانى حفرغيل بجبل نقم المجاور لصنعاء من جِهَة الْمشرق يُرِيد زِيَادَة مائَة فَلم يزدْ على مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل الْحفر فَقَالَ
(سَأَلُوا من جبل صلد الصَّفَا ... نَهرا يجري عَلَيْهِم فنهر)
(وتراءت عينه غامضة ... فقفوا فِي طلب الْعين الْأَثر
(نحتوا أحجارهم فأعجب لَهُم ... يشتهون المَاء من عين الْحجر)
أَشَارَ بِالْبَيْتِ الآخر إِلَى مثل يضْربهُ النَّاس إِذا رَأَوْا من يطْلب أمرا مستحيلا أوشاقا فَيَقُولُونَ يُرِيد كَذَا من عين الْحجر وَخرج مَوْلَانَا الإِمَام إِلَى الرَّوْضَة فِي بعض السنين فَلحقه صَاحب التَّرْجَمَة فَلم يسلم عَلَيْهِ إلا بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَكتب إِلَيْهِ