(من لَا يساوي جوده ... بَحر وَلَا سحب غزير)
(من لَا يداني علمه ... أحد قديم اَوْ أخير) مُحَمَّد بن طقلقشاه الْهِنْدِيّ ملك الْهِنْد
أَخذ المملكة عَن أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ تركيا من مماليك صَاحب الْهِنْد فتنقل إِلَى أن ولي السلطنة واتسعت مَمْلَكَته جدا فَكَانَ مِنْهَا السَّنَد وَسَائِر أقطار الْهِنْد وَفتح فتوحات كَبِيرَة حَتَّى يُقَال إن جملَة مَا فتح تِسْعَة آلَاف قَرْيَة وَكَانَ جوادا متواضعا عَالما بِفقه الْحَنَفِيَّة مشاركا فِي الْحِكْمَة وَمن محبته للْعلم أَنه أهْدى لَهُ شخص عجمي الشِّفَاء لِابْنِ سيناء بِخَط ياقوت الحموي فِي مُجَلد وَاحِد فَأَجَازَهُ بِمَال عَظِيم يُقَال بِأَن قدره مِائَتَا ألف مِثْقَال اَوْ أَكثر
وَورد كِتَابه على النَّاصِر صَاحب مصر فِي مقلمة ذهب زنتها ألفا مِثْقَال مرصعة بجوهر قوم بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار
وجهز إِلَيْهِ مرة مركبا قد أمْلى من التفاصيل الْهِنْدِيَّة الفاخرة الفائقة وَأَرْبَعَة عشر حَقًا قد ملئت من فصوص الماس وَغير ذَلِك فاتفق أَن رسله اخْتلفُوا فَقتل بضعهم بَعْضًا فنمى ذَلِك إِلَى صَاحب الْيمن فَقتل البَاقِينَ بِمن قتلوا وَاسْتولى على الْهَدِيَّة فَبلغ النَّاصِر فَغَضب وَكَاتب صَاحب الْيمن فِي معنى ذَلِك وَجرى مَا يطول شَرحه وَكَانَ مَعَ سَعَة مَمْلَكَته عنينا لِأَنَّهُ كوي على صلبه وَهُوَ حدث لعِلَّة حصلت لَهُ وَيُقَال أن عساكره بلغت سِتّمائَة ألف وَأَنه كَانَ لَهُ ألف وَسَبْعمائة فيل وَفِي خدمته من الْأَطِبَّاء والحكماء وَالْعُلَمَاء والندماء عدد كثير لم يجْتَمع لغيره وَكَانَ يخْطب لَهُ على مَنَابِر بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الزَّمَان خَليفَة الله فِي أرضه وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة ٧٥٢ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute