حَتَّى كَانَ يكْتب ورقته إِلَى كَاتب السِّرّ وَسَائِر أعيان الدولة فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ردهَا وَذكر ابْن فضل الله فِي تَرْجَمته نَحْو مَا تقدم وَزَاد أن الذي يحْكى عَنهُ لم يسمع بِمثلِهِ فِي سالف الدَّهْر من رجل مُنْقَطع فِي زَاوِيَة صَغِيرَة فِي طَرِيق الرمل لَا يُوجد فِيهَا شئ من هَذِه الْأَنْوَاع مَعَ أن الشايع الذائع أَنه كَانَ يَأْتِيهِ الْجَمَاعَة وكل وَاحِد مِنْهُم يشتهى شَيْئا مِمَّا لَا يُوجد إلا فِي الْقَاهِرَة أَو دمشق فَإِذا حَضَرُوا غَابَ هنيهة وأحضر لكل وَاحِد مِنْهُم مَا اقترح وَأكْثر مَا كَانَ يحضرهُ بِنَفسِهِ وَلَيْسَ لَهُ خَادِم وَلَا عرف لَهُ طباخ وَلَا قدرَة وَلَا معرفَة وَلَا موقد نَار مَعَ اشْتِغَاله أَكثر نَهَاره بِالنَّاسِ وَلَا يخْتَص ذَلِك بِوَقْت دون وَقت بل لَو أَتَاهُ فِي الْيَوْم الْوَاحِد من أَتَاهُ لَا بُد من أَن يحضر لَهُ مَا يشتهيه قَالَ وَلَا يَخْلُو أَكْثَرهَا من مجازفة وَلَكِن اشتهارها وشيوعها يدل على أَن لَهَا أصلا ثمَّ حكى عَن جمَاعَة متنوعة وُقُوع ذَلِك لَهُم بِغَيْر وَاسِطَة إِلَى أن قَالَ وَقد زعم قوم أَن جَمِيع مَا كَانَ يأتي بِهِ كَانَ يمده بِهِ قاضي فوة فَإِنَّهُ كَانَ يخْتَص بالشيخ فَكَانَ القاضي لَا يقدر على عَزله أحد من أرباب الدولة بِسَبَب صحبته للشَّيْخ فطالت مدَّته وانبسطت يَده وَأكْثر من التِّجَارَة والزراعة والولاة ترعاه لجاهه بالشيخ فَنمت أَحْوَاله واتسعت دائرته فَلم يكن لَهُ شغل الا تلقى من يقبل زَائِرًا للشَّيْخ فينزله ويحادثه حَتَّى يقف على مَا فِي خاطره ثمَّ يُرْسل إِلَى الشَّيْخ ذَلِك بأمارات ويمده بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا يخفى مَا فِي هَذَا من التَّكَلُّف وَقد سلك هَذِه الطَّرِيقَة جمَاعَة من متصوفة الْيمن يُقَال لَهُم بَنو المشرع بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة ثمَّ عين مُهْملَة وَلِلنَّاسِ الواردين إِلَيْهِم أَحَادِيث غَرِيبَة فِي شرح مَا يرونه من نَحْو مَا وصف عَن صَاحب التَّرْجَمَة وقصص يطول شرحها وَلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute