للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي كل يَوْم مقامة وَكَانَ لَا يمر بِشَاهِد المعرب إِلَّا حفظ القصيدة كلهَا وَأفْتى وَهُوَ ابْن عشْرين سنة

قَالَ ابْن حجر وَكَانَ لَا يقوم لمناظرة ابْن تَيْمِية أحد سواهُ ودرس بالمدارس وَكثر حاسدوه حَتَّى انه بلغه أَنهم رتبوا عَلَيْهِ دَعْوَى فِي أُمُور أَرَادوا إثباتها عَلَيْهِ فبادر إِلَى القاضي سُلَيْمَان الحنبلي وَسَأَلَهُ أَن يحكم بِصِحَّة إسلامه وحقن دَمه وَرفع التعزيز عَنهُ وعدالته وإبقائه على وظائفه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك كُله وكبسه جمَاعَة فوجدوه مَعَ جمَاعَة يشربون الْخمر فَأمر النَّائِب بمصادرته فبادر الْيَوْم الثاني إِلَى القاضي وَأثبت محضرا شهد فِيهِ الَّذين كبسوه أَنهم لم يروه سكرانا وَلَا شموا مِنْهُ رَائِحَة الْخمر وَإِنَّمَا وجدوه فِي ذَلِك الْبَيْت وَفِي الْمَكَان زبدية خمر وشفع لَهُ بعض النَّاس فأعفي من المصادرة ثمَّ جَاءَ كتاب من السُّلْطَان يعزله من جَمِيع جهاته الَّتِى كَانَ يدرس فِيهَا ثمَّ عينت لَهُ بعد أَيَّام وظائف كَثِيرَة وَتقدم واشتهر صيته وَكَانَت لَهُ وجاهة عِنْد الدولة

وَكَانَ مِمَّن أفتى بِأَن النَّاصِر لَا يصلح للْملك ودس أعداؤه إِلَى النَّاصِر قصيدة ذكرُوا أَنه هجاه بهَا فَأَرَادَ الْقَبْض عَلَيْهِ بعض أُمَرَاء السُّلْطَان ففر إِلَى غَزَّة قَالَ جلال الدَّين القزويني كنت عِنْد النَّاصِر فَدخل الْحَاجِب فَقَالَ صدر الدَّين بن الْوَكِيل بِالْبَابِ فَقَالَ يدْخل فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ الْحَاجِب بس الأَرْض فَامْتنعَ وَقَالَ مثلي لَا يبوس الأَرْض إِلَّا لله

قَالَ فَمَا شَككت أَن دَمه يسفك فَقَالَ لَهُ النَّاصِر أَنْت فَقِيه تركب الْبَرِيد وَتَروح إِلَى مصر وَتدْخل بَين الْمُلُوك وَتعير الدول وتهجو السُّلْطَان فَقَالَ حاشا لله وَإِنَّمَا أعدائي وحسادي نظموا مَا أَرَادوا على لساني وَهَذَا الذي تكلمته أَنا معي ثمَّ أخرج قصيدة فِي وزن تِلْكَ القصيدة الَّتِى نسبوها إِلَيْهِ نَحْو مأتي بَيت فأنشدها فصفح عَنهُ

قَالَ جلال الدَّين فَلَمَّا أَصْبَحْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>