فَسمع عَنهُ من الغيلانيات أَرْبَعَة أَجزَاء فَكَانَ أحد من حدث بهَا وَحدث عَن الآخرين كبهاء الدَّين بن النّحاس وَعبد الرَّحِيم بن الدميري وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْفَخر بن البخاري وَنَشَأ بِمصْر وتعانى الْأَدَب فمهر فِي النّظم والنثر وَالْكِتَابَة قَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي الدُّرَر حَتَّى فاق أقرانه وَمن تقدم
ورحل إِلَى دمشق سنة ٧١٦ وَتردد إِلَى حلب وحماه وَغَيرهَا ومدح رُؤَسَاء هَذِه الْجِهَات وَله فِي الْمُؤَيد صَاحب حماه غرر المدايح وَكَذَلِكَ فِي وَلَده وَكَانَ متقللا من الدُّنْيَا لَا يزَال يشكو حَاله وَقلة مَا بِيَدِهِ وَكَثْرَة عِيَاله قَالَ الذهبي أَبُو الْفَضَائِل جمال الدَّين صَاحب النظم البديع وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي فنون الْعلم وشعره فِي الذرْوَة وَقَالَ ابْن رَافع حدث وبرع فِي الْأَدَب وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حَامِل لِوَاء الشّعْر فِي زَمَانه وَله تصانيف رائقة مِنْهَا الْقطر النباتي اقْتصر فِيهِ على مقاطيع شعره وَمِنْهَا سوق الرَّقِيق اقْتصر فِيهِ على غزل قصائده وَمِنْهَا مطالع الْفَوَائِد وَهُوَ نَفِيس فِي الْأَدَب وقرظه جمَاعَة من الْفُضَلَاء فَجمع لَهُم تراجم وسماها سجع المطوق وَله الْفَاضِل من إنشاء الْفَاضِل وَشرح رِسَالَة ابْن زيدون وَغير ذَلِك وَفِي آخر عمره استدعاه النَّاصِر حسن إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي سنة ٧٦١ وَكتب لَهُ مرسوما أنه يصرف إِلَيْهِ مَا يتجهز بِهِ وَيجمع لَهُ مَا انْقَطع من معاليمه إِلَى تَارِيخه فَجمع ذَلِك وتجهز إِلَى مصر فَقَدمهَا وَهُوَ شيخ كَبِير عَاجز فَلم يتمش لَهُ حَال وَقرر موقعا فِي الدست ثمَّ أعفي عَن الْحُضُور وَأجر لَهُ السُّلْطَان مَعْلُوما فَرُبمَا صرف إِلَيْهِ وَرُبمَا لم يصرف وَأقَام خاملا إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ٧٦٨ ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله اثْنَان وَثَمَانُونَ سنة وديوان شعره مُجَلد لطيف كُله غرر وَهُوَ مَوْجُود بأيدي النَّاس وَهُوَ أشعر الْمُتَأَخِّرين على