وَتِسْعين وسِتمِائَة وتعانى الْأَدَب فلازم شمس الدَّين بن الصَّانِع الدمشقي ثمَّ تردد إِلَى الشهَاب مَحْمُود ومدح ابْن صصري بقصيدة أَولهَا
(أما ولواحظ الحدق السواجي ... لقد أَصبَحت مِنْهَا غير نَاجِي)
(فقرضها الشهَاب مَحْمُود ثمَّ أَكثر من النظم وَكَانَ سهلا عَلَيْهِ قَالَ ابْن حجر فِي الدُّرَر وديوانه قدر سِتّ مجلدات وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة سَماع فِي الحَدِيث من ابْن الشّحْنَة وطبقته وَكَانَ مسلطا على ابْن نَبَاته كلما نظم شَيْئا عَارضه وناقضه وَمن ذَلِك ان ابْن نَبَاته نظم تائية فِي مدح ابْن الزملكاني وَجعل غزلها فِي وصف الْخمر عارضها وَعرض بِهِ فَقَالَ فِي آخر قصيدته
(مَا شَاب مدحي لكم ذكر المدام وَلَا ... أضحت جَوَامِع لفظي وهي حانات)
(وَلَا طرقت حمى خمارة سحرا ... وَلَا اكتست لي بكاس الراح راحات)
قَالَ ابْن حجر وَلَكِن ايْنَ الثرى من الثريا وَمن شعره فِيمَن التحى
(كم تظهر الْحسن البديع وتدعي ... وَبَيَاض وَجهك فِي النواظر مظلم)
(هَل يصدق الدَّعْوَى لمن فِي وَجهه ... بالذقن كذبه السوَاد الْأَعْظَم)
قَالَ الصفدي كَانَ طَوِيل النَّفس فِي الشّعْر لَكِن لم يكن لَهُ غوص على الْمعَانى والاحتفال بطريقة الْمُتَأَخِّرين لكنه مقراض الإعراض كَانَ هجوه أَكثر من مدحه وَقد أهين بِسَبَب ذَلِك وصفع وَذَلِكَ أَنه حج سنة ٧٥٥ فَلم يتْرك فِي الركب أحدا من الْأَعْيَان إلا هجاه فَأَجْمعُوا عَلَيْهِ بِسَبَب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute