القراآت على وزن الشاطبية بِغَيْر رموز وفيهَا فَوَائِد وَلكنهَا لم ترزق حَظّ الشاطبية وَكَانَ عريا من الفلسفة والاعتزال والتجسيم على نمط السلف الصَّالح كثير الْخُشُوع والتلاوة وَالْعِبَادَة مائلا إِلَى محبَّة أَمِير الْمُؤمنِينَ على ابْن أَبى طَالب كرم الله وَجهه متجافياً عَن مُقَاتِلِيهِ قَالَ الأدفوئى جرى على طَرِيقه كثير من النجَاة فِي حب على حَتَّى قَالَ مرة لبدر الدَّين بن جمَاعَة قد روى عَن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عهد إِلَى النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحبني إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضني إِلَّا مُنَافِق هَل صدق فِي هَذِه الرِّوَايَة فَقَالَ لَهُ ابْن جمَاعَة نعم قَالَ وَالَّذين قَاتلُوهُ وسلوا السيوف فِي وَجهه كَانُوا يحبونه أَو يبغضونه وَكَانَ يجري على مَذْهَب أهل الْأَدَب فِي الْميل إِلَى محَاسِن الشَّبَاب وَهُوَ مَشْهُور بالبخل حَتَّى كَانَ يفتخر بِهِ كَمَا يفتخر النَّاس بِالْكَرمِ وأضر قبل مَوته بِقَلِيل وَمَات فِي ثامن صفر سنة ٧٤٥ خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَله شعر فَمِنْهُ
(رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا ... ياحسنه من عَارض رائض)
(وضن قوم إن قلبي سلا ... وَالْأَصْل لَا يعْتد بالعارض)
وَمن شعره
(عداي لَهُم فضل علي ومنة ... فَلَا صرف الرَّحْمَن عَنى الأعاديا)
(هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)
وَمن شعره الْمشعر ببخله
(رجاؤك فلسا قد غَدا فِي حبائلي ... قنيصاً رَجَاء للنتاج من العقم)
(أأتعب فِي تَحْصِيله وأضيعه ... إِذا كنت معتاضا من الْبُرْء بِالسقمِ)