وأدخلوه الروم فِي سنة ١٢٣٣ وَكَانَ الْأَمِير على الْجنُود الرومية ابْن الباشا صَاحب مصر وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد علي ثمَّ بعث مُحَمَّد على بِابْن أَخِيه الباشا خَلِيل بجيوش الروم وَكَانَ واليا على مَكَّة فَخرج إِلَى الديار التهامية من الْيمن على الشريف أَحْمد بن حمود فاستولى على جَمِيع الْبِلَاد العريشية صفوا عفوا بِلَا ضَرْبَة وَلَا طعنة ثمَّ استولى على جَمِيع مَا قد كَانَ استولى عَلَيْهِ الشريف حمود من البنادر والمدائن اليمنية وهي اللِّحْيَة والحديدة وَبَيت الْفَقِيه وزبيد وَمَا يتَّصل بِهَذِهِ المحلات فارتجف الْيمن بأسره وَلم يبْق عِنْد أحد من أَهله شك أَنه سيطوي الديار اليمنية فِي أسْرع وَقت ثمَّ كَانَ من الألطاف الإلهية أنها وصلت كتب من الباشا مُحَمَّد علي وَمن الباشا خَلِيل مؤذنة بالمصالحة وَعدم التعدي إِلَى غير مَا قد وصلوا إِلَيْهِ وَمَا زَالَت الرُّسُل يخْتَلف من الْجِهَتَيْنِ وَكَانَت الْمُكَاتبَة والمراسلة بَينهم وَبَين مَوْلَانَا الإِمَام حفظه الله تَدور باطلاعي حَتَّى انْتهى الْأَمر إِلَى إرجاع جَمِيع الْبِلَاد الَّتِى كَانَت مَعَ الشريف حمود وَولده إِلَى الإِمَام فَعَادَت كَمَا كَانَت وَللَّه الْحَمد بعد أَن حصل الْيَأْس عَن جَمِيع المملكة اليمنية وَهَكَذَا تجري الألطاف الربانية بِمَا لم يكن فِي حِسَاب العَبْد وَقد نفذ إِلَيْهَا عِنْد تَحْرِير هَذِه الأحرف الْعمَّال والرتب واستقروا بهَا وَجعل مَوْلَانَا الإِمَام على الْبِلَاد العريشية الشريف علي بن حيدر كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَشْرَاف فِي الْمدَّة الْمَاضِيَة قبل ظُهُور مظهر صَاحب نجد واعتزاء الْأَشْرَاف إِلَيْهِ وَقد أدخلُوا احْمَد بن حمود الروم وأدخلوا مَعَه جمَاعَة من الْأَشْرَاف وَكَانَ الشريف حسن بن خَالِد الحازمي وَهُوَ الْمُتَكَلّم فِي دولة الشريف والوزير وَالْقَاضِي والمفتي والأمير للجيش فِي كثير من الْحَالَات والمنفذ للْأَحْكَام قد لَجأ إِلَى بِلَاد عسير فَتَبِعَهُ جمَاعَة