(غاض غَدِير الْكَلَام مَا بَقِي الدَّهْر وقرت شقائق الْخطب ... )
(يَا علم الْمجد لم هويت وَقد ... كنت أَمِين الْعِمَاد والطنب)
(يَا مقول الدَّهْر لم صمت وَقد ... كنت زَمَانا أمضى من الشهب)
(يَا نَاظر الْفضل لم غضضت وَمَا ... كنت قَدِيما تغضي على الريب)
(كنت قريني وَلست لي لِدَة ... كنت نسيبي وَلست من نسبي)
(مِمَّا يُقَوي العزاء عَنْك وَإِن ... شرد قلبِي العزاء بالكرب)
(أَنَّك أحرزتها وَإِن رغم الدَّهْر ثَمَانِينَ طَلْقَة الحقب ... )
(فَإِن دموعي جرين نهنهها ... علمي أَن قد ظَفرت بالأرب)
(فليت عشْرين بت أحسبها ... باعدن بَين الْوُرُود والقرب)
(إِنِّي أظمأ إِلَى المشيب وَمن ... ينج قَلِيلا من الردى يشب)
(إِن سرني طالع الْبيَاض أقل ... يَا لَيْت ليل الشَّبَاب لم يغب)
(مر على ذَلِك التُّرَاب من المزن ... خفوق الْأَعْلَام والعذب)
(فثم بشر أصفى من الغدق ... العذب وجود أندى من السحب)
(لَا تحسبن الخلود بعْدك لي ... إِن المنايا أعدى من الجرب)
(إِن أَنْج مِنْهَا وَقد شربت بهَا ... فَإِن خيل الْمنون فِي طلبي) // المنسرح //
وَلست أَدْرِي فِي شعراء الْعَصْر أحسن تَصرفا فِي المراثي مِنْهُ
وَلما رثى أَبَا مَنْصُور الشِّيرَازِيّ بِهَذِهِ القصيدة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ رثى أَبَا إِسْحَاق الصابي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بالقصيدة الَّتِي أوردتها فِي بَابه ثمَّ لما حَال الْحول وَتُوفِّي الصاحب فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وتعجب النَّاس من إنقراض بلغاء الْعَصْر الثَّلَاثَة على نسق فِي ثَلَاث سِنِين رثاه أَيْضا بقصيدة سأورد غررها فِي مراثي الصاحب