(وثنيت آمالي على أدراجها ... ورددت خائبة وُفُود رجائي)
(فَرَجَعت عَنْك بِمَا يؤوب بِمثلِهِ ... راجي السراب بقفرة بيداء)
(وَعرضت ودي بالحقير وَلم أكن ... مِمَّن يُبَاع وداده بلقاء)
(ورضيت بِالثّمن الْيَسِير معوضة ... مني فَهَلا بعتني بغلاء)
(وَزَعَمت أَنَّك لست تفكر بَعْدَمَا ... علقت يداك بِذِمَّة الْأُمَرَاء)
(هَيْهَات لم تصدقك فكرتك الَّتِي ... قد أوهمتك غنى عَن الوزراء)
(لم تغن عَن أحد سَمَاء لم تَجِد ... أَرضًا وَلَا أَرض بِغَيْر سَمَاء)
(وَسَأَلْتُك العتبى فَلم ترني لَهَا ... أَهلا وَجئْت بغدرة الشوهاء)
(وَردت مموهة وَلم يرفع لَهَا ... طرف وَلم ترزق من الإصغاء)
(وأعار منطقها التذمم سكتة ... فتراجعت تمشي على استحياء)
(لم تشف من كمد وَلم تبرد ... على كبد وَلم تمنح جَوَانِب دَاء)
(من يشف من دَاء بآخر مثله ... أثرت جوانحه من الأدواء)
(داوت جوى بجوى وَلَيْسَ بحازم ... من يَسْتَكِف النَّار بالحلفاء)
(لَا تغتنم إغضاءتي فلعلها ... كَالْعَيْنِ تغضيها على الأقذاء)
(واستبق بعض حشاشتي فلعلني ... يَوْمًا أقيك بهَا من الأسواء)
(فَلَو ان مَا أبقيت من جسمي قذى ... فِي الْعين لم يمْنَع من الإعفاء) // الْكَامِل //
نَظِيره قَول المتنبي
(وَلَو قلم ألقيت فِي شقّ رَأسه ... من السقم مَا غيرت من خطّ كَاتب)
(رَجَعَ
(فلئن أرحت إِلَيّ غارب سلوتي ... وَوجدت فِي نَفسِي نسيم عزاء)
(لأجهزن إِلَيْك قبح تشكر ... ولأنثرن عَلَيْك سوء ثَنَاء)