(دَار على الْعِزّ والتأييد مبناها ... وللمكارم والعلياء مغناها)
(دَار تباهى بهَا الدُّنْيَا وساكنها ... طرا وَكم كَانَت الدُّنْيَا تمناها)
(فاليمن أصبح مَقْرُونا بيمناها ... واليسر أصبح مَقْرُونا بيسراها)
(من فَوْقهَا شرفات طَال أدناها ... يَد الثريا فَقل لي كَيفَ أقصاها)
(كَأَنَّهَا غلمة مصطفة لبست ... بيض الغلائل أَمْثَالًا وأشباها)
(انْظُر إِلَى الْقبَّة الخضراء مذهبَة ... كَأَنَّمَا الشَّمْس أعطتها محياها)
(تِلْكَ الْكَنَائِس قد أصبحن رائقة ... مثل الأوانس تلقانا وتلقاها)
(فالربع بالمجد لَا بالصحن متسع ... والبهو لَا بالحلى بل بالعلا باهى)
(لما بنى النَّاس فِي دنياك دُورهمْ ... بنيت فِي دَارك الغراء دنياها)
(فَلَو رضيت مَكَان الْبسط أَعيننَا ... لم تبْق عين لنا إِلَّا فرشناها)
(وَهَذِه وزراء الْملك قاطبة ... بيادق لم تزل مَا بَيْننَا شاها)
(فَأَنت أرفعها مجدا وأسعدها ... جدا وأجودها كفا وأكفاها)
(وَأَنت آدبها بل أَنْت أَكتبهَا ... وَأَنت سَيِّدهَا بل أَنْت مَوْلَاهَا)
(كسوتني من لِبَاس الْعِزّ أشرفه ... المَال والعز وَالسُّلْطَان والجاها)
(وَلست أقرب إِلَّا بِالْوَلَاءِ وَإِن ... كَانَت لنَفْسي من علياك قرباها) // الْبَسِيط //
وَمن قصيدة مولَايَ أبي الطّيب الْكَاتِب
(وَدَار ترى الدُّنْيَا عَلَيْهَا مدارها ... تحوز السَّمَاء أرْضهَا وديارها)
(بناها ابْن عباد ليعرض همة ... على همم إسرافهن اقتصارها)
(يرد على الدُّنْيَا بهَا كل غدرة ... إِذا مَا تبارت دَاره وديارها)
(وَإِن قيل بهتا قد حكت تِلْكَ هَذِه ... فقد يتَوَارَى لَيْلهَا ونهارها)