(أرى الْقَمَر الْمُنِير بدا ضئيلا ... بِلَا نور فأضناه النحول)
(أرى زهر النُّجُوم محدقات ... كَأَن سراتها عور وحول)
(أرى وَجه الزَّمَان وكل وَجه ... بِهِ مِمَّا يكابده فلول)
(أرى شم الْجبَال لَهَا وجيب ... تكَاد تذوب مِنْهُ أَو تَزُول)
(وَهَذَا الجو أكلف مُقْشَعِر ... كَأَن الجو من كمد عليل)
(وهذي الرّيح أطيبها سموم ... إِذا هبت وأعذبها بلَيْل)
(وللسحب الغزار بِكُل فج ... دموع لَا يذاد بهَا المحول)
(نعى الناعي إِلَى الدُّنْيَا فتاها ... أَمِين الله فالدنيا ثكول)
(نعى كَافِي الكفاة فَكل حر ... عَزِيز بعد مصرعه ذليل)
(نعي كَهْف العفاة فَكل عين ... بِمَا تقذى الْعُيُون بِهِ كحيل)
(كَأَن نسيم تربته سحيرا ... نسيم الرَّوْض تقبله الْقبُول)
(إِذا وافى أنوف الركب قَالُوا ... سحيق الْمسك أم ترب مهيل)
(أيا قمر المكارم والمعالي ... أبن لي كَيفَ عاجلك الأفول)
(أبن لي كَيفَ هَالك مَا يهول ... وغالك بعد عزك مَا يغول)
(وَيَا من سَاس أشتات البرايا ... وألجم من يَقُول وَمن يصول)
(أدلت على اللَّيَالِي من شكاها ... وَقد جارت عَلَيْك فَمن يديل)
(بكاك الدّين وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... وأهلهما كَمَا يبكى الحمول)
(بكتك الْبيض والسمر المواضي ... وَكنت تعولها فِيمَن تعول)