هِيَ واحدته فرزق مِنْهَا عباد بن عَليّ الَّذِي تقدم ذكره وَلما قَالَ الصاحب قصيدته المعراة من الْألف الَّتِي هِيَ أَكثر الْحُرُوف دُخُولا فِي المنظوم والمنثور وأولها
(قد ظلّ يجرح صَدْرِي ... من لَيْسَ يعدوه فكري) // المجتث //
وَهِي فِي مدح أهل الْبَيْت تبلغ سبعين بَيْتا تعجب النَّاس مِنْهَا وتداولتها الروَاة
(فسرت مسير الشَّمْس فِي كل بَلْدَة ... وهبت هبوب الرّيح فِي الْبر وَالْبَحْر) // الطَّوِيل //
فاستمر الصاحب على تِلْكَ المطية وَعمل قصائد كل وَاحِدَة خَالِيَة من حرف من حُرُوف الهجاء وَبقيت عَلَيْهِ وَاحِدَة تكون معراة من الْوَاو فانبرى أَبُو الْحُسَيْن لعملها وَقَالَ قصيدة فريدة لَيْسَ فِيهَا وَاو ومدح الصاحب فِي عرضهَا أَولهَا
(برق ذكرت بِهِ الحبائب ... لما بدا فالدمع ساكب)
(أمدامعي منهلة ... هاتيك أم غزر السحائب)
(نثرت لآلي أدمع ... لم يفترعها كف ثاقب)
(يَا لَيْلَة قد بتها ... بمضاجع فِيهَا عقارب)
(لما سرت ليلى تخب لنآيها عَنَّا الركائب)
(جعلت قسي سهامها ... إِن ناضلته عقد حَاجِب)
(لم يخط سهم أَرْسلتهُ إِن سهم اللخط صائب)
(تسقيك ريقا سكره ... إِن قسته للخمر غَالب)
(كم قد تشكى خصرها ... من ضعفه ثقل الحقائب)
(كم أخجلت بضفائر ... أبدت لنا ظلم الغياهب)