(وللسابق البادي من الْفضل رُتْبَة ... تقصر بالتالي وَإِن بلغ العذرا)
(أتتنا عذاراك اللواتي بعثتها ... لتوسعنا علما وتلبسنا فخرا)
(فأفصحن عَن عذر وطوقن منَّة ... وقلن كَذَا من قَالَ فَلْيقل الشعرا)
(فأوليتها حسن الْقبُول مُعظما ... لحق فَتى أهْدى بِهن لنا ذكرا)
(تناهي النهى فِيهَا وأبدع نظمها ... خواطر ينقاد البديع لَهَا قسرا)
(إِذا لحظت زَادَت نواظرنا ضيا ... وَإِن نشرت فاحت مجالسنا عطرا)
(تنازعها قلبِي مَلِيًّا وناظري ... فَأعْطيت كلا من محاسنها شطرا)
(فنزهت طرفِي فِي وشي رياضها ... وألقطت فكري بَين ألفاظها الدرا)
(تضاحكنا فِيهَا الْمعَانِي فَكلما ... تَأَمَّلت مِنْهَا لَفْظَة خلتها شعرًا)
(فَمن ثيب لم تفترع غير خلسة ... وَبكر من الْأَلْفَاظ قد زوجت بكرا)
(يظل اجتهادي بَينهُنَّ مقصرا ... وتمسي ظنوني دون غايتها حسرى)
(إِذا رمت أَن أدنو إِلَيْهَا تمنعت ... وَحقّ لَهَا فِي الْعدْل أَن تظهر الكبرا)
(وَقد صدرت عَن مَعْدن الْفضل والعلا ... وَقد صَحِبت تِلْكَ الشَّمَائِل والنجرا)
(فتمت لَك النعمى وساعدك المنى ... ومليت فِي خفض أَبَا عمر العمرا)
(كفتنا وَإِيَّاك المعاذير نِيَّة ... إِذا خلصت لم تذكر الْوَصْل والهجرا)
(مدحت فعددت الَّذِي فِيك من علا ... وألبستني أوصافك الزهر الغرا)
(وَمَا أَنا إِلَّا شُعْبَة مستمدة ... لمغرز فيض مِنْك قد غمر البحرا)
(وَقد كَانَ مَا بلغته من مقَالَة ... أنفت بهَا للفضل أَن يألف الصغرا)
(إِذا الْبَلَد الْمَعْمُور ضَاقَ برحبه ... على ماجد فليسكن الْبَلَد القفرا)