(أما ترى الْورْد كخدي كاعب ... راودها فامتنعت مِنْهُ ذكر)
(كَأَنَّمَا الْخمر عَلَيْهِ نفضت ... صباغها أَو هِيَ مِنْهُ تعتصر)
(أخجله النرجس إِذْ جاد لَهُ ... فاحمر من فرط حَيَاء وخفر)
(قَالَ لَهُ الْعين وَمَا الخد لَهَا ... موازنا فِي عظم قدر وخطر)
(مَاذَا الَّذِي يُرْجَى لخد بهج ... مستحسن صَاحبه أعمى الْبَصَر)
(فاحمر من حجَّته إِذْ ظَهرت ... وَالْحق لَا يدْفع يَوْمًا إِن ظهر)
(وَانْظُر إِلَى النارنج فِي بهجته ... يلوح فِي أفنان هاتيك الشّجر)
(مثل دَنَانِير نضار أَحْمَر ... أَو كعقيق خرطت مِنْهُ أكر)
(وانطر إِلَى المنثور فِي ميدانه ... يرنو إِلَى النَّاظر من حَيْثُ نظر)
(كجوهر مُخْتَلف ألوانه ... أسلمه سلك نظام فانتثر)
(كَأَن نور الباقلا إِذا بدا ... لناظريه أعين فِيهَا حور)
(كَمثل ألحاظ اليعافير إِذا ... روعها من قانص فرط الحذر)
(كَأَنَّهُ مداهن من فضَّة ... أوساطها بهَا من الْمسك أثر)
(كَأَنَّهَا سوالف من خرد ... قد زينت بياضها سود الطرر)
(وَانْظُر إِلَى الأطيار فِي أرجائه ... إِذا دَعَا الثاكل مِنْهَا وصفر)
(كَأَنَّهَا تصفر فِي رياضها ... سرب قيان فَوق بسط من حبر)
(فانهض إِلَى اللَّهْو ولذات الصِّبَا ... لامك من يعذل فِيهَا أَو عذر)
(فقلما يُغْنِيك من يعذل فِيمَا ... تشْتَهي حَتَّى تواريك الْحفر)
(فَكيف هجران اللذاذات وَلم ... يبد نَهَار الشيب فِي ليل الشّعْر)
(والنسك فِي عصر الصِّبَا كَأَنَّهُ ... من قبحه خلع عذار فِي الْكبر)