(يَا لائما يعذلني فِي طربي ... حَسبك قد أكثرت من هَذَا الهذر)
(أعرف فضل الْعقل إِلَّا أَنه ... لعيش من آثره عين الكدر)
(الْجَهْل ينبوع مسرات الْفَتى ... وَالْعقل ينبوع الهموم والفكر)
(فاجسر على مَا تشْتَهي جَهَالَة ... مَا فَازَ باللذات إِلَّا من جسر)
(واشرب عقارا لَو أَصَابَت حجرا ... لطار من خفته ذَاك الْحجر)
(عدوة الْحزن الَّذِي مَا ظَفرت ... قطّ بِهِ إِلَّا أساءت فِي الظفر)
(لَو رام أَن يجيره من كيدها ... صرف الزَّمَان الحتم يَوْمًا مَا قدر)
(أرقها الدَّهْر إِلَى أَن شاكلت ... من رقة شعر جميل وَعمر)
(خُفْيَة الْحِيلَة فِي جسم الْفَتى ... تحدث فِي الْجِسْم دبيبا وخدر)
(كَأَنَّمَا الأوطار فِيهَا جمعت ... فَلَيْسَ فِي الْعَيْش لجافيها وطر)
(لَا سِيمَا من كف ظَبْي لم يَشن ... بفرط طول لَا وَلَا فرط قصر)
(لَهُ سِهَام من لحاظ صيب ... كَأَنَّمَا يرمين عَن قَوس الْقدر)
(مزنر شككني فِي دينه ... حَتَّى أحلّت الْكفْر فِيمَن قد كفر)
(لِأَنَّهُ كالحور فِي تَصْوِيره ... والحور لَا يسكنهَا الله سقر)
(لَو لم يكن زناره فِي وَسطه ... يمسك ضعف الخصر مِنْهُ لانبتر)
(وَبَان مِنْهُ نصفه عَن نصفه ... لكنه جَاءَ لَهُ على قدر)
(إِن قلت يَحْكِي قمرا عنفني ... عقل لَهُ أعدمه عِنْد الْقَمَر)
(أَنى يوازيه وَهَذَا نَاطِق ... وَذَاكَ إِن خُوطِبَ لم ينْطق حصر)