وسقاه نَبِيذ الدبس وَمَاء بِئْر يعرف بكرخايا من الطَّوِيل
(ارى الشَّاعِر الملحي رَاح بِنَا صبا ... نباغضه عمدا ويوسعنا حبا)
(دَعَانَا ليستوفي الثَّنَاء فأظلمت ... خلائق يَسْتَوْفِي لصَاحِبهَا السبا)
(تيَمّم كرخايا فجاد قليبها ... عَلَيْهِ وَمَا شرب القليب لنا شربا)
(وأحضرنا محبوسة طول لَيْلهَا ... معذبة بالنَّار مسعرة كربا)
(تخير من رطب الذؤابة لَحمهَا ... وَمن يَابِس الْحبّ النقي لَهَا حبا)
(وساهرها لَيْلًا يضيق سجنها ... فَلَمَّا أَضَاء الصُّبْح أوسعها ضربا)
(وَإِذا مسحتها الرّيح راحت كَأَنَّهَا ... تمسح موتِي كشفت عَنْهُم التربا)
(وداذية تنهي الصَّباح إِذا بدا ... وتفسد انفاس النسيم إِذا هبا)
(شراب يغض الظّرْف عَنهُ وعمره ... ثَلَاثَة أَيَّام وَقد شب لَا شبا)
(يحد بأطراف النَّهَار وَمَا افترى ... وَلَا كَانَ خدنا للجناة وَلَا تربا)
(فَلَمَّا تراءت للْجَمِيع إزاءنا ... عجبت لمضروبين مَا جنيا ذَنبا) // الطَّوِيل //
وَقَوله فِيهِ من الْخَفِيف
(اربعاء حسامه مَشْهُور ... حِين يَأْتِي وشره مَحْذُور)
(نتوقاه اول الشَّهْر إِن دَار ... ونخشاه آخرا لَا يَدُور)
(فاغد سرا بِنَا إِلَى قفص الملحي ... فالعيش فِيهِ غض نضير)
(نتوارى من الْحَوَادِث والدهر ... خَبِير بِمن توارى بَصِير)
(مجْلِس فِي فنَاء دجلة يرتاح ... إِلَيْهِ الخليع والمستور)
(طَائِر فِي الْهَوَاء فالبرق يسري ... دون اعلاه وَالْحمام يطير)