(مر يَوْمًا الى عليل فَقُلْنَا ... قر عينا فقد رزقت الشهاده) // الْخَفِيف //
وَلم يزل السلَامِي بِحَضْرَة الصاحب بَين خير مستفيض وجاه عريض وَنعم بيض الى أَن اثر قصد حَضْرَة عضد الدولة بشيراز فجهزه الصاحب إِلَيْهَا وزوده كتابا بِخَطِّهِ الى ابي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف نسخته
قد علم مولَايَ أَطَالَ الله بقاه أَن باعة الشّعْر أَكثر من عدد الشّعْر وَمن يوثق بَان حليه الَّتِي يهديها من صوغ طبعه وحلله الَّتِي يُؤَدِّيهَا من نسج فكره اقل من ذَلِك وَمِمَّنْ خبرته بالامتحان فأحمدته وقررته بِالِاخْتِيَارِ فاخترته أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله المَخْزُومِي السلَامِي ايده الله تَعَالَى وَله بديهة قَوِيَّة توفّي على الروية وَمذهب فِي الاجادة يهش السّمع لوعيه كَمَا يرتاح الطّرف لرعيه وَقد امتطى امله وَخير لَهُ الى الحضرة الجليلة رَجَاء أَن يحصل فِي سَواد أَمْثَاله وَيظْهر مَعَهم بَيَاض حَاله فجهزت مِنْهُ أَمِير الشّعْر فِي موكبه وحليت فرس البلاغة بمركبه وكتابي هَذَا رائده الى الْقطر بل مشرعه الى الْبَحْر فَإِن رأى مولَايَ أَن يُرَاعِي كَلَامي فِي بَابه وَيجْعَل ذَلِك ذرائع إِيجَابه فعل إِن شَاءَ الله تَعَالَى
فَلَمَّا وردهَا تكفل بِهِ ابو الْقَاسِم وافضل عَلَيْهِ وأوصله الى عضد الدولة حَتَّى أنْشدهُ قصيدته الَّتِي مِنْهَا من الطَّوِيل