للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشاركة بعض الرواة له في رواية الحديث يقضي بخطئه ويدل على خفة ضبطه لما تحمله عن شيوخه.

ومما يؤيد ما ذهب إليه الإمام أحمد ما رواه الخلال في العلل بإسناده عن ابن أبي مريم قال: "أخبرني عثمان بن الحكم (١) ـ وكان من أفضل من بمصر ـ قال: سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه ـ يعني حديث الوتر" (٢). ورواه ابن عدي من طريق آخر عن ابن أبي مريم وفيه: "فلم يعرفه وأنكره" (٣). فإنكار يحيى بن سعيد الأنصاري للحديث ـ وهو شيخ يحيى بن أيوب في إسناد الحديث ـ علة يعل بها روايته، ويستدل بها على سوء حفظه، وهو ما أشار إليه الإمام أحمد.

وقد رُوي الحديث من وجهين آخرين عن عائشة:

الأول: رواه محمد بن سلمة، عن خُصيف، عن عبد العزيز بن جُريج، قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان يُوتِر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأُ في الركعة الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وفي الثانية بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمُعوِّذتين. رواه أبو داود (٤)، والترمذي (٥)، وابن ماجه (٦)، والحاكم (٧)، ومن طريقه البيهقي (٨). وفي الإسناد


(١) عثمان بن الحكم الجذامي المصري، وثقه أحمد بن صالح المصري، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمتقن. الجرح والتعديل ٦/ ١٤٨، تهذيب التهذيب ٧/ ١١١
(٢) تنقيح التحقيق ١/ ٥١٦.
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال ٧/ ٢٦٧١.
(٤) السنن ٢/ ١٣٣ ح ١٤٢٤.
(٥) الجامع ٢/ ٣٢٦ ح ٤٦٣.
(٦) السنن ١/ ٣٧١ ح ١١٧٣.
(٧) المستدرك ٢/ ٥٢٠.
(٨) السنن الكبرى ٣/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>