للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علة تجعل الأثر غيرَ صالح للاحتجاج به، وهو الشاهد في إيراد المسئلة.

وقد روى الشيخان لخالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي (١). ولم أقف على تصريحه بالسماع من أبي عثمان إلا في حديث واحد عند الحاكم وحده (٢).

ولخالد الحذاء رواية عن أبي عثمان بواسطة عاصم الأحول (٣). وقال أبو داود: "سمعت أحمد يقول: خالد ما أُرى سمع من أبي عثمان كبير شيء، إنما هي أحاديث عاصم" (٤) فكأنه يشير في هذه الرواية إلى أنه مدلس (٥)، سمع من أبي عثمان شيئاً يسيراً، ثم روى الأحاديث التي سمعها من عاصم عنه بإسقاط عاصم، وهذا هو التدليس.

والشاهد أن الإمام أحمد أعلّ الحديث بعدم سماع خالد الحذاء له من أبي عثمان، فدل على أن عدم السماع علة، فثبوت السماع إذاً شرط في الصحة.


(١) تهذيب الكمال ٨/ ١٧٩. انظر على سبيل المثال صحيح البخاري ٦/ ١٨٩ ح ٣٠٧٨، ٧/ ١٨ ح ٣٦٦٢ - مع فتح الباري، صحيح مسلم ٤/ ٢٠٧٧ ح ٢٧٠٤.
(٢) المستدرك ٢/ ٣٩. وهو حديث: "يرفع للرجل صحيفة يوم القيامة حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة … ". وقال الحاكم: حديث صحيح غريب كما في إتحاف المهرة ٥/ ٥٥٧. وقد أخرج الحديث من طريق الحاكم البيهقي في البعث والنشور ٢٥/ ٢٥٦.
وقد روى بشار بن موسى الخفاف حديث عمرو بن العاص مرفوعاً: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة … " الحديث، عن خالد الطحان، عن خالد الحذاء تاريخ دمشق ٣/ ١٩٩، وفيه تصريح خالد الحذاء بالسماع من أبي عثمان. وهو مخالف لما رواه غير واحد عن خالد الطحان، وهو عند البخاري وغيره ٨/ ٧٤ ح ٤٣٥٨ - مع فتح الباري. وبشار الخفاف ضعيف كثير الغلط. قاله ابن حجر تقريب التهذيب ٦٨٠.
(٣) انظر: علل الدارقطني ٤/ ٣٩٥ - ٣٩٦.
(٤) مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود ص ٤٤٧ رقم ٢٠٣٤.
(٥) ذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>