للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ستين كما تقدم، فلا يمكن له إدراكه. وفي رواية أخرى لابن سعد أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (١): خرج عبد الله بن الحارث إلى عمان هارباً من الحجاج ومات بها سنة (٨٤) هـ (٢) عند انقضاء فتنة عبد الرحمن بن الأشعث. والرواية الأولى هي التي ذكرها ابن سعد في النسخة المطبوعة بأيدينا. وعلى الرواية الثانية يمكن لقتادة إدراك عبد الله بن الحارث والسماع منه، وذلك أن إمرة البصرة أضيفت إلى الحجاج سنة (٧٨) هـ تقريباً كما تقدم (٣)، فأقدم ما يكون خروج عبد الله بن الحارث في تلك السنة، وكان عمر قتادة إذ ذاك (١٨) سنة.

وقد ذكر أحمد أن قتادة يروي عن ابنه إسحاق بن عبد الله بن الحارث (٤)، وكذلك كان قرينه الزهري، لم يسمع منه، وإنما سمع من بنيه (٥).

وذكر أحمد أيضاً أن عوفاً الأعرابي قد سمع من عبد الله بن الحارث، أما ابن معين فقال سمع من عبد الله بن عبد الله بن الحارث ـ أي ابنه (٦)، وقد يكون هذا أقرب، فإن عوف الأعرابي قرين قتادة، ولد سنة تسع وخمسين (٧)، وكلاهما بصري فإذا كان قتادة لم يسمع من عبد الله بن الحارث لأن عبد الله قديم، فكذلك عوف الأعرابي، فلعله تصحف عبد بن عبد الله بن الحارث إلى عبد الله بن الحارث


(١) تاريخ دمشق ٢٧/ ٣١٨.
(٢) وذكر ابن كثير أنه كان من رؤساء أصحاب ابن الأشعث الذين قتلهم الحجاج البداية والنهاية ١٢/ ٣٥١.
(٣) ص ٦٤٧.
(٤) المراسيل الموضع نفسه.
(٥) قاله أبو داود. انظر: تهذيب الكمال ١٤/ ٣٩٩.
(٦) تاريخ دمشق ٢٧/ ٣١٨.
(٧) الثقات لابن حبان ٧/ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>