للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أنكر الإمام أحمد حديثاً آخر لحفص بن غياث تفرد به:

قال الأثرم: "قلت له ـ يعني أبا عبد الله ـ الحديث الذي يرويه حفص، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: "كنا نأكل ونحن نسعى، ونشرب ونحن قِيام" فقال: ما أدري ما ذاك كالمنكر له، ما سمعت هذا إلا من ابن أبي شيبة عن حفص. قال لي أبو عبد الله: ما سمعتَه من غير ابن أبي شيبة؟ قال: قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غيره أم لا؟ ثم سمعته أنا بعدُ من غير واحد عن حفص. قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه، ثم قال: إنما هو حديث يزيد بن عطارد" (١).

هذا الحديث رواه أحمد في المسند (٢) بالإسناد الذي ذكره هنا، ورواه أيضاً الترمذي (٣)، وابن ماجه (٤)، وابن حبان (٥) كلهم من طريق سلم بن جُنادة، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ورواه الطحاوي (٦) من طريق يوسف بن عدي، عن حفص به.

وهذا الحديث تفرد به حفص عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وقد صرح بذلك أحمد في سؤال الأثرم المروية. وقال ابن معين: لم يحدث به أحد إلا حفص (٧). وقال أبو زرعة: رواه حفص وحده (٨). وقال الترمذي: لا يُعرف عن


(١) تاريخ بغداد ٨/ ١٩٥.
(٢) المسند ١٠/ ١١٣ ح ٥٨٧٤.
(٣) الجامع ٤/ ٣٠٠ ح ١٨٨٠.
(٤) السنن ٢/ ١٠٩٨ ح ٣٣٠١.
(٥) الإحسان ١٢/ ١٤١ ح ٥٣٢٢.
(٦) شرح معاني الآثار ٤/ ٢٧٣.
(٧) تاريخ بغداد ٨/ ١٩٥.
(٨) تاريخ بغداد ٨/ ١٩٦. وتحرفت العبارة في علل ابن أبي حاتم ٢/ ١٠ إلى: أوله حفص وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>