للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواية إبراهيم بن سعد صريحة في أن ذلك من قول الزهري (١).

فذكر الإمام أحمد الروايتين ولم يرجح شيئاً، لعدم وجود المرجح.

ففي هذا والذي قبله ليس التوقف في إثبات الإدراج، فإن ذلك ثابت ولا لبس فيه، وإنما هو في تعيين جهته، لأن الأدلة الموجودة لا تسعف الناظر.

مدرج الإسناد

وأما مدرج الإسناد فقد سبق أنه في الحقيقة نوع من القلب، حيث يقع فيه دخول متن حديث أو جزء منه في متن حديث آخر.

ومنه ما تقدم أن محمد بن فضيل روى حديث عائشة في تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قالت عائشة: إني لأعلم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبِّي قال: ثم سمعتها تلبِّي تقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنِّعمة لك والمُلك لا شريك لك». فزاد: «والملك لا شريك لك»، وهذه اللفظة معروفة في حديث ابن عمر، وأما حديث عائشة فإلى قولها: «إن الحمد والنعمة لك»، هكذا رواه الثقات من أصحاب الأعمش منهم الثوري، وأبو معاوية. وقد تقدم ذلك كله (٢).

ومنه أيضاً:

قال حنبل: «ثنا أبو عبد الله، ثنا محمد بن مُصعب، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس: مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بشاة مَيْتة قد ألقاها أهلُها فقال: «والذي نفسي بيده، للدُّنيا أهون على الله من هذه على أهلها». قال أبو عبد الله: هو


(١) أخرج هذه الرواية البخاري في مواضع (ح ٨٣٧، ٨٤٩، ٨٧٠)، والطيالسي (ص ٢٢٤ ح ١٦٠٤)، وابن خزيمة (صحيح ابن خزيمة ٣/ ١٠٩ ح ١٧١٩)، والبيهقي (٢/ ١٨٢).
(٢) انظر: ص (٧٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>