وَذكره مُحَمَّد بن مُوسَى بن شَاكر المنجم، فَقَالَ: قبحه الله إِن ذكرت لَهُ ذَا فضلٍ تنقصه لما فِيهِ من ضِدّه، أَو ذكرت ذَا نقص تولاه لما فِيهِ من شكله. وَذكره يزِيد المهلبي، فَقَالَ: كَانَت يَده تمنع، وَنَفسه لَا تشبع، ويرتع وَلَا يرتع. وَذكره ابْن طالوتٍ، فَقَالَ: كَانَ الْعقل مأسوراً فِي سُلْطَانه، فَلَمَّا سيره أطلق من لِسَانه. وَذكره مُحَمَّد بن عَليّ بن عصمَة، فَقَالَ: مَا كَانَ أقرب وليه مِمَّا يكره، وعدوه مِمَّا يحب. وَذكره ابْن جبل؛ فَقَالَ: مَا زَالَ ينقص وَلَا يزِيد، ويتوعد حَتَّى حل بِهِ الْوَعيد. وَذكره عبد الله بن محمدٍ، فَقَالَ: لَو أَقَامَ لسرنا؛ فَأَما إِذْ سَار فقد أَقَمْنَا. وَذكره ابْن حمدون؛ فَقَالَ: لَئِن فضحته الْقُدْرَة لقد جملَته النكبة. وَذكره ابْن أبي الْأصْبع، فَقَالَ: مَا علمت خدمَة الشَّيَاطِين، إِلَّا أيسر من خدمَة المجانين؛ كَانَ غَضَبه علينا إِذا أطعناه أَشد من غَضَبه إِذا خالفناه. وَذكره إِبْرَاهِيم بن رَبَاح؛ فَقَالَ: كَانَ لَا يفهم وَلَا يفهم، وينقض مَا يبرم. وَذكره سعيد بن حميدٍ فَقَالَ: كَانَ إِذا أصَاب أحجم، وَإِذا أَخطَأ صمم. وَذكره سعيد بن عبد الْملك، فَقَالَ: كَانَ يخافه الناصح، وَلَا يأمنه الغاش، وَلَا يُبَالِي أَن يرَاهُ الله مسيئاً. وَقَالَ المتَوَكل يَوْمًا لأبي العيناء: كَيفَ شربك النَّبِيذ؟ قَالَ: أعجز عَن قَلِيله، وأفتضح عِنْد كَثِيره. فَقَالَ: دع هَذَا عَنْك ونادمنا. فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن أَجْهَل النَّاس من جهل نَفسه، وَمهما جهلت من الْأَمر فَلَنْ أَجْهَل نَفسِي، أَنا امْرُؤ مَحْجُوب، والمحجوب مخطوفٌ؟ إِشَارَته، ملحودٌ بَصَره، وَينظر إِلَى من لَا ينظر إِلَيْهِ؛ وكل من فِي مجلسك يخدمك، وَأَنا أحتاج أَن أخدم، وَأُخْرَى، فلست آمن أَن تنظر إِلَيّ بِعَين غَضْبَان وقلبك راضٍ، أَو بعينٍ راضٍ وقلبك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute