للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّديق نسيب الرّوح، وَالْأَخ نسيب الْجِسْم. قَالَ أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي: إِذا دخلت الْهَدِيَّة صر الْبَاب وضحكت الأسكفة. قَالُوا: جِزْيَة الْمُؤمن كِرَاء منزله، وعذابه سوء خلق امْرَأَته. سمع رجل رجلا يَقُول لصَاحبه: لَا أَرَاك الله مَكْرُوها. فَقَالَ: كَأَنَّك دَعَوْت على صَاحبك بِالْمَوْتِ. أما مَا صَاحب صَاحبك الدُّنْيَا فَلَا بُد لَهُ من أَن يرى مَكْرُوها. قَالَ معن بن زَائِدَة: مَا أَتَانِي رجل قطّ فِي حَاجَة فرددته عَنْهَا إِلَّا تبين لي غناهُ عني إِذا أدبر. قَالَ بعض الصُّوفِيَّة: بالخلق يُسْتَفَاد الْكَوْن، وبالخلق يُسْتَفَاد الْخلد. أَرَادَ ملك سفرا فَقَالَ: لَا يصحبني ضخم جبان، وَلَا حسن الْوَجْه لئيم، وَلَا صَغِير رغيب. نظر أَعْرَابِي إِلَى خَالِد بن صَفْوَان وَهُوَ يتَكَلَّم فَقَالَ: كَيفَ لم يسد هَذَا مَعَ بَيَانه؟ فَقَالَ خَالِد: منعتم مَالِي، وكرهت السَّيْف. يُقَال: الْوَعْد وَجه والإنجاز محاسنه. قَالُوا: الْهَالِك على الدُّنْيَا رجلَانِ: رجل نافس فِي عزها، وَرجل أنف من ذلها. قَالَ مَيْمُون: الطَّالِب فِي حِيلَة، وَالْمَطْلُوب فِي غَفلَة، وَالنَّاس مِنْهُمَا فِي شغل. كَانَ ابْن السماك يَقُول: دلا أَدْرِي أأوجر على ترك الْكَذِب أم لَا لِأَنِّي أتركه أَنَفَة. قيل: إِن الرمد لَا يُعَاد، وَالسَّبَب فِيهِ أَلا يرَاهُ العواد وَمَا فِي منزله وَهُوَ لَا يراهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>