للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذا أعتق صَار حرا، وَبَين عبد كل مَا أعتق ازْدَادَ رقا. قَالُوا: الزَّاهِد فِي الدِّينَار وَالدِّرْهَم أعز من الدِّينَار وَالدِّرْهَم. وَقيل لمُحَمد بن وَاسع: كَيفَ أَنْت؟ قَالَ: كَيفَ أكون، وَأَنا إِذا كنت فِي الصَّلَاة فَدخل إِنْسَان غَنِي أوسع لَهُ بِخِلَاف مَا أوسع للْفَقِير. سُئِلَ بَعضهم: أَيّمَا أَحْمد فِي الصَّبِي الْحيَاء أم الْخَوْف؟ فَقَالَ: الْحيَاء لِأَن الْحيَاء يدل على عقل وَالْخَوْف يدل على جبن. قَالُوا: رب حَرْب جنيت بِلَفْظِهِ، وَرب ود غرس بلحظة. شكا رجل إِلَى بشر بن الْحَارِث كَثْرَة الْعِيَال فَقَالَ لَهُ: فرغك فَلم تشكره، فعاقبك بِالشغلِ. كَانَ يُقَال: إِذا تزوج الرجل فقد ركب الْبَحْر، فَإِن ولد لَهُ فقد كسر بِهِ. قَالَ يُونُس بن عبيد: مَا سَمِعت بِكَلِمَات أحسن من كَلِمَات ثَلَاث قالهن ابْن سِيرِين ومورق الْعجلِيّ وَحسان بن أبي سِنَان أما ابْن سِيرِين فَقَالَ: مَا حسدت على شَيْء قطّ، وَأما مُورق فَقَالَ: ٤١٨ مَا قلت فِي الْغَضَب شَيْئا فندمت عَلَيْهِ فِي الرِّضَا. وَأما حسان فَقَالَ: مَا شَيْء أَهْون من الْوَرع؛ إِذا رَابَك شَيْء فَدَعْهُ. قَالَ ابْن مسعر: كنت أَمْشِي مَعَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَسَأَلَهُ سَائل؛ فَلم يكن مَعَه مَا يُعْطِيهِ، فَبكى فَقلت لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّد؛ مَا يبكيك؟ قَالَ: وَأي مُصِيبَة أعظم من أَن يؤمل فِيك رجل خيرا فَلَا يُصِيبهُ مِنْك. قَالَ: كفى نصرا لمُؤْمِن أَن يرى عدوه يعْمل بمعاصي الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>