ولم يوجد ما يسوغ عزله من إلإمارة. وما يدعونه من أن في عزله مصلحة وإطفاء للفتنة فهذا غير وجيه، وهذا بمجرده لا يطفي الفتنة إن لم يتقوا الله ويراقبوه. فعليهم جميعا تقوي الله ومراقبته، واستحضار الوقوف بين يديه، والتال ما هي الزعيمة، ويتأملوا قول الله تعالى:(فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم أطيعوا الله ورسوله آن كنتم مؤمنين)(١) فيجب عليهم السعي في إصلاح ذات الدين البين؛ فان فساد ذات البين هي الحالفة _ لا تحلق الشعر _ وانما تحلق الدين كما جاء معني ذلك في الحديث عن سيد المرسلين. ويتعين أن يتراجع بعضهم مع بعض في تحليل بعضهم لبعض وسماح بعضهم عن البعض؛ لا سيما وهم طائفة مشهورة بالخير والصلاح وصلة الرحم والتواصي بكل مرجله ومروءة ... والله يحفظكم.
(ص / ف ٦٨ في ١٠/٢/١٣٧٦)
(٣٨٩٢ _ كيف يكون القاضي مع الأمير والعكس)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الشيخ عبد العزيز بن..... المحترم ... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:.......
بلغني أن موقفك مع إلإمارة ليس كما ينبغي، وتدري بارك الله فيك أن إلإمارة ما قصد بها نفع الرعية، وليس من شروطها أن لا يقع منها زلل، والعاقل بل وغير العاقل يعرف أن منافعها وخيرها الديني والدنيوي يربو على مفاسدها بكثير. ومثلك إنما منصبه منصب وعظ وارشاد، وإفتاء بين المتخاصمين، ونصيحة الأمير والمأمور بالسر وبنية خالصة تعرف فيها النتيجة النافعة للإسلام والمسلمين. ولا ينبغي أن تكون عثرة الأمير أو العثرات نصب عينيك والقاضية على فكرك والحاكمة على تصرفاتك؛ بل في السر بواجب النصيحة، وفي العلأنية أظهر وصرح بما أوجب الله من حق إلإمارة والسمع والطاعة لها؛ وأنها لم تأت لجباية أموال وظلم دماء وأعراض
سورة إلأنفال - آيه ١.
من المسلمين، ولم تفعل ذلك أصلا؛ إلا أنها غير معصومة فقط؛ فأتت كن وإياها آخرين: أحدهما مبين واعظ ناصح، والآخر باذل ما يجب عليه كاف عن ما