أن يكون الدماغ محل النيّة والعلوم والاعتقادات، لأن هذه الأعراض أعراض النفس والعقل، فحيث وجدت النفس وجد الجميع، فالعقل سجية النفس، والعلوم والإرادات صفاتها (١).
وحجتهم على مدعاهم، أن من أصيب دماغه فسد عقله، وبطلت العلوم والفكر وأحوال النفس.
ولا نريد أن نخوض فيما خاض فيه الأوائل والأواخر في هذا الموضوع، فقد اختلف الناس في تحديد معنى العقل ومكانه، وكيفية العقل ... الخ، وحسبنا هنا أن نقرر في هذا ما قرره القرآن من أنَّ محل العقل والفقه والإِيمان والزيغ هو القلب، ومكان القلب الصدر.
(١) الذخيرة (١/ ٢٣٥)، الحطاب على خليل (١/ ٢٣١)، وقد وافق المعتزلة في قولهم أن العقل في الدماغ أبو حنيفة (الحدود في الأصول ٣٤ - ٣٥)، وتابعه أصحابه. (ابن الجوزي في ذم الهوى ص ٥)، (والقرافي في الذخيرة ١/ ٢٣٥)، وقال به عند الملك من المالكية مخالفا إمام المذهب (ابن الجوزي في ذم الهوى)، نسب القول بذلك إلى الإمام أحمد (ذم الهوى ص ٥).