للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرط الأول

أهلية من صدرت عنه النية (١)

يشترط لصحة النيّة أن يكون من صدرت عنه النية من الذين تصح منهم العبادة، ويعتبر الشخص كذلك إن كان مسلما عاقلا مميزا.

أما غير العاقل فلا تصح نيته، لأنه لا يدري ما يفعل وما يقول، ولم يرد عن أحد من العلماء ما يشعر بتصحيح العبادة منه، لأنه قد تقرر في الشريعة أن العقل مناط التكليف، فإذا زال العقل ارتفع التكليف.

والصغير غير المميز لا يتأتى منه القصد.

والإسلام شرط في صحة العبادة، فالله لا يقبل من أحد عبادة وقربة ما لم يكن صاحبها مسلما.

إلا أننا نجد بعض العلماء يصحح بعض العبادات من غير المميز، ومن الكافر، وهذا ما سنتناوله فيما يأتي.

[الوضوء والغسل والتيمم من الكافر]

يرى أبو حنيفة أن الكافر إذا توضأ أو اغتسل ثم أسلم فلا يجب عليه إعادة الوضوء والغسل، وخالفه جمهور الفقهاء فيما ذهب إليه، منهم الشافعي ومالك وأحمد وداود (٢).


(١) راجع في هذه المسألة: المجموع (١/ ٣٨٠)، حاشية ابن عابدين (١/ ٨٠)، منتهي الآمال (١١/ ٧ ب).
(٢) العيني على البخاري (١/ ٣٤)، الروضة للنووي (١/ ٤٧)، الذخيرة (١/ ٢٤١)، الأشباه والنظائر لابن نجيم (ص ٤٩).

<<  <   >  >>