والذي يلحقه بالحج يرى أنَّ الفارق بين الصوم والصلاة يتمثل في أن الصوم ليس له عقد تحرم وتحلل يؤثر فيه القصد، ذلك أن الصلاة يتعلق تحريمها وتحليلها بقصد الشخص واختباره، والصوم بخلافه، لأنَّ الناوي ليلا يصير شارعا في الصوم بطلوع الفجر، ويفطر بغروب الشمس، وإن لم يشعر بهما، فضعف النية في الصّلاة له تأثير كبير بخلاف الصوم، مما يدلّ على هذا جواز تقديم النية في الصوم في الفرض والنفل، وجواز تأخيرها في النفل، وهذا لا يجوز في الصلاة.
ومنهم من لاحظ أنّ الصوم أقل حاجة إلى النيّة من الصلاة، لأنَّ الصوم ملحق بالتروك، بخلاف الصلاة فهي من باب الأفعال.
[قلب النية وتغييرها]
ومن مبطلات النية تغييرها وقلبها، ومذهب ابن حزم هنا كمذهبه في رفض النيّة وقطعها، فهو يرى أن من صرف نيَّته من صلاة إلى صلاة مثلا متعمدا فصلاته باطلة، فإن كان ناسيا بطلت الأعمال التي قام بها في أثناء ذلك، وعندما يتذكر عليه أن يعيد ما فعله في أثناء النسيان ويسجد للسهو (١).
وغيره من العلماء يذهب هذا المذهب، إلا في حالات قليلة سنبينها من خلال التقسيم التالي:
أقسام النيّة التي قلبت
الذي يتصور في نية القلب أقسام:
[الأول: نفل فرض إلى فرض]
في هذه الحال تبطل الأولى، ولا تصحّ الثانية، وممن نصَّ على هذه ابن
(١) المحلى (٤/ ٥٠)، وانظر (٣/ ٢٣٢)، ومذهب الشافعي بطلان نية القلب في الصلاة مطلقا.