للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة على اعتبار القصود في العبادات والتصرفات

الأدلة على ذلك كثيرة منها:

أولاً: الأدلة القرآنية:

عندما يتناول الباحث معجم ألفاظ القرآن ويبحث عن لفظ "قصد"، و"نية" فإنه لا يعثر للكلمة الثانية على وجود في كتاب الله، وما يجده من كلمات للفظة الأولى قليل، وبالرجوع إلى الآيات التي ورد فيها "قصد" ومشتقاتها في القرآن ندرك أن القرآن لم يستعمل هذه الكلمات في المعنى الذي نبحثه هنا. (١)

وقد يظن الباحث الذي لم يعش مع كتاب الله أن القرآن لم يتحدث عن المقاصد، ولم يعن بالنيات من أجل ذلك، وهذا قصور نظر، فالقرآن فضل القول في هذه المسألة تفصيلا، لأنها أصل الدين وأساس الاعتقاد، إلا أن القرآن له في هذا المجال تعبيرات تخصه أطلقها على المعنى الذي نعنيه من القصد والنية.

وبالتأمل في آيات الكتاب نجد أن الآيات التي تتحدث عن القصد والنية هي تلك الآيات التي تتحدث عن الإرادة والإخلاص، وقد يعبر القرآن عن النية والقصد بلفظ "الابتغاء".


(١) مما ورد فيه لفظ "قصد" قوله تعالي: {لو كان عرضا قريبا وسفَرا قاصدا لاتبعوك} سورة التوبة: ٤٢، والمراد بالسفر القاصد هنا: غير شاق ولا بعيد. ومنها قوله: {وعلى الله قصد السبيل} سورة النحل: ٩، أي تبيين الصراط المستقيم والدعاء إليه بالحجج والبينات الواضحات. وقوله. {فمنهمْ ظالم لنفسه ومنِهمْ مقتصد} سورة فاطر: ٣٢، أي لم يجاوز الحد، ورضي بالتوسط. (راجع بصائر ذوي التمييز ٤/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>