للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حديث عمرو بن سلمة (١) ومعاذ، ولا يجيزونه لغير حاجة (٢).

وقد وضح من هذا العرض حجَّة المانعين مطلقا، وحجَّة المجيزين للحاجة، وبقي أن نورد حجة المجيزين مطلقا، وقد احتجَّ الشافعي (٣) على هذه المسألة بالأدلة النقلية ثم بالقياس.

[الأدلة النقلية]

١ - حديث جابر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر في حال الخوف ركعتين ثم سلَّم، ثمَّ جاءت طائفة أخرى فصلى بهم ركعتين ثم سلَّم (٤).

ووجه الاستدلال بالحديث أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلّى بالطائفة الأولى ثم سلم، فكانت هي صلاة الفرض في حقّه، وعندما أم الطائفة الثانية كان متنفلا، والذين صلوا خلفه كانوا يصلون الفريضة.

٢ - وروى الشافعيّ أيضا بإسناده أن قوما جاؤوا أبا رجاء العطاردي يريدون أن يصلوا معه الظهر فوجدوه صلَّى، فقالوا: ما جئنا إلاَّ لنصلي معك، فقال: لا أخيبكم، ثم قام فصلّى بهم (٥).

٣ - ويروي بإسناده أيضا أنَّ عطاء كانت تفوته العتمة، فيأتي والنّاس في القيام، فيصلّي معهم ركعتين، ويبني عليها ركعتين (٦).

٤ - ويروي أيضا أنَّ إنسانا قال لطاووس (٧): وجدت النّاس في القيام، فجعلتها


(١) هو عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي، أبو يزيد صحابي صغير نزل البصرة.
راجع: (تهذيب التهذيب ٨/ ٤٢).
(٢) الفتاوي (٢٣/ ٢٤٧).
(٣) الأم (١/ ١٥٣)، وراجع المغني (٢/ ٢٦٢).
(٤) يقول أحمد شاكر في تعليقه على المحلى: ورواها الطحاوي (١/ ١٨٧)، وأشار إليها أبو داود (١/ ٤٨٤)، والنسائي بإسناد صحيح (١/ ٢٣١)، راجع المحلى (٤/ ٢٢٨).
(٥) الأم (١/ ١٥٣).
(٦) المصدر السابق.
(٧) هو طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني بالولاء، من أكابر التابعين تفقها في الدين، ورواية للحديث، وتقشفا في العيش، وجرأة على وعظ الخلفاء والملوك، أصله من الفرس، ولد باليمن سنة (٣٣ هـ)، وتوفي حاجًّا بمزدلفة (١٠٦ هـ). راجع: (وفيات الأعيان ٢/ ٥٠٩)، (الكاشف ٢/ ٤١)، (طبقات الحفاظ ص٣٤).

<<  <   >  >>