للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري (١)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له بمثل ما كان يعمل مقيما صحيحا" (٢).

وروى عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة، ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا، حتى أطلقه، أو أكفته إليّ" (٣).

وعن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا ابتلي المسلم ببلاء في جسده، قيل للملك: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه" (٤).

من أجل ذلك كان عمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ديمة، ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل" (٥).

٢ - الخلود في الجنّة أو النّار بالنيّات:

هناك شبهة تقول: لِمَ يعذّب الله الكافر بالخلود في النّار مددا لا نهاية لها مع أنَّ العدل يقتضي أن يعذبه بمقدار المدّة التي كفرها.


(١) هو عبد الله بن قيس بن سليمان من بني الأشعر من قحطان، صحابي من الشجعان الولاة الفاتحين، وأحد الحكمين بين علي ومعاولة، ولد باليمن سنة (٢١) قبل الهجرة، وأسلم وهاجر الهجرتين، توفي بالكوفة سنة (٤٤)
هجرية.
(خلاصه تذهيب الكمال (ص ٧)، (الكاشف ٢/ ١١٩) (طبقات الحفاظ ص ٧).
(٢) رواه البخاري في صحيحه، انظر مشكاة المصابيح (١/ ٤٩٠).
(٣) كفته أي ضمه إليه، ويكون ذلك بأن يتوفاه الله.
(٤) قال التبريزي في مشكاة المصابيح (١/ ٤٩٤): "رواهما في شرح السنة"، وقال محقق الكتاب: "لقد أبعد النجعة، فالحديثان في المسند بإسنادين حسنين، وروي الأول منهما بطريق أخرى نحوه (٢/ ١٨٤، ١٩٤، ١٩٨، ٢٠٥) وإسناده صحيح.
(٥) قال التبريزي في مشكاة المصالح (١/ ٣٩١): رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>