للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقسم التسميع إلى قسمين: (١)

الأول: تسميع الصادقين، وهو أن يعمل الطاعة خالصة لله، ثم يظهرها ويسمّع الناس بها، ليعظموه، ويوقروه، وينفعوه، ولا يؤذوه".

قال: وهذا محرم، وقد جاء في الحديث: "من سمَّع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به" (٢)، وهذا تسميع الصادقين.

الثاني: تسميع الكاذبين وهو أن يقول صلّيت ولم يصلّ، وزكيت ولم يزك، وصمت ولم يصم، وحججت ولم يحج، وغزوت ولم يغز. فهذا أشدّ ذنبًا من الأول، لأنَّه زاد على إثم التسميع إثم الكذب، فأتى بذلك معصيتين قبيحتين.

وجاء في الحديث الصحيح: "المتسمِّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" (٣).

وقد يجمع العبد بين هذين الأمرين القبيحين: الرياء والتسميع، يقول العز بن عبد السلام في ذلك: "لو راءى بعبادات، ثمَّ سمَّع موهما لإخلاصهما، فإنه يأثم بالتسميع والرياء جميعا، وإثم هذا أشد من الكاذب الذي لم يفعل ما سمَّع به، لأن هذا أثم بريائه وتسميعه وكذبه ثلاثة آثام" (٤).

[الرياء والعجب]

يقول ابن تيمية: "وكثيرا ما يقرن الناس بين الرياء والعجب".

ثم يفرّق بينهما قائلا: "فالرياء من باب الِإشراك بالخلق، والعجب من باب الِإشراك بالنفس" (٥).


(١) قواعد الأحكام ١/ ١٤٧.
(٢) سبق تخريجه. ص ٤٣٧.
(٣) المحفوظ "من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور" وهو بهذا اللفظ في البخاري ومسلم، (انظر المقاصد الحسنة ص ٤٠٧).
(٤) قواعد الأحكام ١/ ١٤٨.
(٥) مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٧٧.

<<  <   >  >>