للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غاية المكلف في عبادته غاية واحدة

المقاصد التي يقصدها المكلفون بالعبادة تنحصر في مقصد واحد، هو قصد الله دون سواه، فالعمل الذي لا يتوجه به إلى الله ليس له قيمة. ومن يستقرىء نصوص الكتاب والسنّة يعلم أن هذا هو القصد الوحيد الذي يرتضيه الإِسلام، فأوّل أمر في كتاب الله هو ما تضمنته هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١). وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ} (٢).

[الغاية الواحدة في مصطلح القرآن هي الإخلاص]

والقرآن الكريم يطلق على هذا القصد اسم (الإخلاص).

والإِخلاص لا يراد به التوجه إلى الله في عمل من الأعمال، بل المقصود به أن يتوجه المكلف بأعماله كلِّها إلى الله وحده، دون سواه، فلا يقصد بعبادته ملكا ولا مَلِكًا، ولا يعبد شجرا ولا حجرا ولا شمسا ولا قمرا. الإخلاص يعني أن يتوجه بالأعمال القلبية لله وحده، كما يتوجه بالأعمال الظاهرة. والإخلاص هو الدين الذي بعث الله به الرسل جميعا، فكان محور دعوتهم ولبّها، وهو الدين الذي طالبت به الرّسلُ الأمم التي أرسلت إليها: {وَمَا أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدِّينَ حُنفَاء} (٣).


(١) سورة البقرة / ٢١.
(٢) سورة البينة / ٥.
(٣) سورة البينة / ٥.

<<  <   >  >>