للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أَلَا أدُلكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللُه بهِ الخطَايا، ويرْفع الدرجَاتِ؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله قال: "إسْبَاغُ الْوُضوءِ عَلَى الْمكارِه، وكَثْرَة الْخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وانْتِظَار الصلاَة بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذلِكُم الرِّبَاطُ" (١).

٣ - وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوضأَ فَأَحْسَنَ الْوضوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاه مِنْ جسدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أظْفار" (٢).

٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أمتِي يُدْعوْنَ غُرّا محَجلِينَ مِنْ آثارِ الْوضوءِ" (٣).

٥ - توضأ عثمان -رضي الله عنه- ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: "مَنْ توَضأَ وضوْئي هَذَا، ثم يصَلي رَكْعَتيْنِ لَا يحَدثَ نَفْسَه فِيهمَا شيء غفِرَ لَه ما تَقَدَّم مِنْ ذَنْبهِ" (٤)، والأحاديث في فضل الوضوء وعظم ثواب فاعله كثيرة، وقد تضمنتها كتب السنة (٥).

وهذه الأحاديث وما في معناها تفيدنا-كما يقول القرطبي (٦) - أن المراد بها كون الوضوء مشروعا عبادة لدحض الآثام، وذلك يقتضي افتقاره إلى نية شرعية، لأنّه يشرع لمحو الإثم ورفع الدرجات عند الله تعالى.

[ثانيا: نصوص زعموا أنها توجب النية في الوضوء]

احتجوا بالحديث الذي يرويه أبو هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لَا صَلاةَ لمَنْ لا وُضوءَ لَه، ولَا وضوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكر اسْمَ الله عَلَيْهِ" (٧).


(١) رواه مسلم في صحيحه مشكاة المصابيح (١/ ٩٣).
(٢) متفق عليه مشكاة المصابيح (١/ ٩٤).
(٣) متفق عليه. مشكاة المصابيح (١/ ٩٥).
(٤) متفق عليه واللفظ للبخاري مشكاة المصابيح (١/ ٩٥).
(٥) راجع -إن شئت المزيد- مشكاة المصابيح (١/ ٩٣ - ٩٩).
(٦) تفسير القرطبي (٦/ ١٠٨).
(٧) عزاه في المشكاة (١/ ١٢٧)، إلى أحمد وأبي داود، وهو عند الترمذي وابن ماجه عن سعيد بن زيد، وعند الدارمي عن أبي سعيد الخدري.

<<  <   >  >>